مع الشروق ..من هنا يبدأ ضرب الدولة! - سعودي نيوز

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق ..من هنا يبدأ ضرب الدولة! - سعودي نيوز, اليوم الخميس 18 أبريل 2024 12:11 صباحاً

مع الشروق ..من هنا يبدأ ضرب الدولة!

نشر في الشروق يوم 17 - 04 - 2024

2308163
عندما تحدّث الرئيس معمّر القذافي عن حبوب الهلوسة بعد ثورات الربيع العربي ، وهستيريا الشوارع التي اجتاحت ليبيا مباشرة إبّان الثورة تندّر العالم بتصريحاته وحوّلها الرأي العام العربي إلى نكتة سياسية.
ولم تكن الأغلبية تدرك أنّ القائد كان يشير بذلك إلى إغراق ليبيا بالأقراص المهسترة التي أدخلتها في عنف الشوارع ،والاقتتال والنّهب والسلب وأدخلت البلاد في حالة انفلات خارج السيطرة لم تنته حتّى اليوم .
وقد بلغ معمّر بتحذيراته منتهى المرارة وهو يتحدّث بصوت عال عن دخول تلك الأقراص "زنقة زنقة ، بيت بيت "، بما يعكس حالة الإغراق التي شهدتها ليبيا وستشهدها بعد ذلك، وما سينجرّ عنها من انعدام للاستقرار والأمان .
وقد كشف منذ ذلك الحين ، عن مخطّط أخطر من المتفجرات، له قدرة على نسف الهدوء والاستقرار وزعزعة المجتمع ، وإدخال الأفراد في حالة من التوحّش. من خلال العبث بالمدارك العقلية و تجريدهم من إنسانيتهم بما يؤهلهم لارتكاب أفظع الجرائم بجرأة عالية وبقدرة كبيرة على الاستعراض.
وعندما نتأمّل أساليب بثّ الفوضى التي تعتمدها الولايات المتحدة الأمريكية لتفتيت الدول من الداخل وجعلها أكثر هشاشة ، نتبيّن أنّ الإغراق بالمخدّرات من أهمّ وسائل التفكيك والهدم من الداخل ، إلى جانب الإرهاب ، و تأجيج العنف ، واستشراء الجريمة ونشر الفساد بأنواعه .
وهي بمثل هذه الآفات تخلق أزمة اجتماعية تتسلل من خلالها إلى البيت السياسي وتعمل على زلزلته ،ومن ثمّة جعل البلاد في حالة طوارئ ، تسير فوق رمال متحرّكة ، فينفلت منها زمام الأمور ، ويسهل بذلك وضعها أمام اختبار المساومة والخضوع والبيع والشراء.
طبعا قوى الشرّ التي تهندس العالم حسب أهوائها ومصالحها، لم تعد تحتاج إلى شنّ الحروب بمفهومها التقليدي وبسط نفوذها وجرّ الدول العربية والإسلامية إلى التطبيع ، وخدمة مصالحها، و نهب ثرواتها ، و التوسّع في إطار المشروع الصهيوني الحلم المتمثّل في بسط نفوذ " إسرائيل الكبرى " من الماء إلى الماء، إذ صوّبت أهدافها في اتجاه التفتيت الداخلي للدول بمنطق الصيّاد والفريسة.
ومن هذا المنطلق ، عوّلت على زرع الإرهاب وتصديره إلى العالم منذ وهم 11أكتوبر 2011، ثمّ شنّت عليه الحرب الدولية لاقتحام الدول الحاضنة له ونكس سيادتها بحجة حماية العالم من خطر التطرّف وفرض الأمن. وهي أيضا من أطلقت عصاباتها الإمبريالية لإغراق الدول بالمخدّرات خدمة لإحدى بنودها العريضة في مخطط التخريب وهو تمزيق النسيج المجتمعي والقيمي ثم السياسي.
من هنا علينا أن ندقّ أجراس الخطر تجاه هذا الإغراق الخطير بالمخدّرات الذي تشهده بلادنا من كل الأصناف، المسألة لم تعد مجرّد محاولات انحرافية لغايات الربح، بقدر ما تشير إلى مخطط خطير يهدف إلى هندسة الفوضى بالبلاد وجرّها إلى مخاطر سياسية من الضروري غلق أبوابها ومنافذها وضرب رؤوس من يضخونها بالبلاد مهما كان تنفّذهم واستقواؤهم ، إذ عندما يتعلّق الأمر بالمصلحة العليا لتونس لا شيء يعلو على أمنها واستقرارها ونجاتها من أخطبوط الشرّ الذي يهندس العالم على هواه وبأساليب باتت اليوم مكشوفة.
وحيدة المي

.



إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق