نزع اعترافات الموظفين! - اقرأ 24

البيان 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نزع اعترافات الموظفين! - اقرأ 24, اليوم الأربعاء 1 مايو 2024 01:26 صباحاً

المصدر:

التاريخ: 01 مايو 2024

ت + ت - الحجم الطبيعي

لجأت سلسلة مطاعم مكسيكية في كاليفورنيا إلى استخدام كاهن مزيف ليراقب موظفيها عبر تكوين علاقات وطيدة بهم ثم حثهم على الاعتراف «بخطايا» مهنية، مثل التأخر عن الحضور إلى مقر العمل وما شابه. هذا التصرف المشين والذي يفتقر إلى المهنية كان مثار انزعاج وزارة العمل الأمريكية، فقد اعتبرت مسألة استعانة العلامة التجارية «تاكيريا غاريبالدي» بشخص لينتزع من الموظفين اعترافات عن أفعال اقترفوها «من أكثر عمليات الاحتيال المخزية» التي كشفت عنها النقاب الوزارة في مجال الموارد البشرية، بحسب صحيفة الشرق الأوسط، ولم يكن الأمر وليد المصادفة وإنما حث الكاهن الموظفين على البوح بالمزيد كأن ذلك محاولة مقصودة للانتقام.

ويعرف عن الشركة المذكورة التي تضم مطاعم مثل سكرامنتو وروزفيل، بأنها لم تكن تدفع أجرة ساعات عمل إضافية لموظفيها. وبعد إجراء تحقيقات معمقة حكمت المحكمة على رؤساء الشركات بدفع 140 ألف دولار قيمة تعويضات مالية متأخرة. وتبين أيضاً أن المديرين الذين لجأوا إلى حيلة الكاهن الوهمي، كانوا يتقاضون مبالغ طائلة بصورة غير قانونية، واستولوا على إكراميات الموظفين التي جرى العُرف بمشاركتها بين الموظفين بحسب العرف السائد في الولايات المتحدة الأمريكية. وليس ذلك فحسب وإنما أيضاً تم تهديد هؤلاء الموظفين إن هم أقدموا على إخبار وزارة العمل بما يجري في مطاعمهم، وذلك لعرقلة سير مجريات التحقيق.

وتدخل ناطق باسم أبرشية ساكرامنتو الكاثوليكية ليؤكد أن ما زُعِم بأنه كاهن لم يكن كذلك حسب سجلاتها.

بحكم خبرتي الطويلة في الاطلاع على خفايا بيئات عمل عديدة واستشاراتي، أرى أن للفساد رائحة نفاذة لدى الخبير ورائحة متوسطة لدى قليل الخبرة، ورائحة معدومة لمن يفتقر للخبرة في بيئات العمل، والفساد جزء لا يتجزأ، فالشللية جزء من الفساد الإداري، لأنها ستحول من دون وصول من هو خارج «الشلة» إلى منصب يستحقه، وقد يتمادى بعضهم فينصب للآخرين فخاخاً ليقعوا فيها منها واقعة سلسلة المطاعم المكسيكية.

ويحكي لي أحد الأشخاص، أنه قد فقد عمله، بعدما خدع مدير الموارد البشرية شاباً كان يعمل مرؤوساً لديه وقرر الاستقالة، فكان مدير الـHR يريد أن ينتزع من المرؤوس أسباب قراره مغادرة الشركة، وقد أعطاه وعداً بأن شيئاً لن يحدث إذا اخبره بصراحة برأيه بمديره. قال له إن مديره جيد وليس لديه أي عيوب، ثم استرسل الشاب بحسن نية وقلة خبرة فقال: حتى إنه قال لي حرفياً لو كنت مكانك لفعلت الأمر نفسه واستقلت إذا كان هذا العرض المادي الذي قدم إليك والذي لا يمكن أن تجاريه شركتنا. هنا استغل مدير الموارد البشرية الموقف لينتقم من المدير، فأخبر الرئيس التنفيذي بأنه «يتعمد» تشجيع الموظفين على الاستقالة، فبدأت رحلة التصيد عليه حتى دفعوا المدير دفعاً للاستقالة ليحقق مدير الموارد البشرية «نصراً» بالانتقام من المدير الذي لم يكن معه على وفاق في وجهات النظر فقط.

حينما تغيب وسائل الرقابة الإدارية الصارمة، يستغل ذلك الانتهازيون في تحقيق مآرب شخصية ضيقة لا تصب في مصلحة العمل، فلا يكترثون بأن تخسر المؤسسة كفاءة بل الأهم أن أدق «أنا» المسمار الأخير في نعشه. نفهم إذا كان ذلك ضد فاسد ولكن إذا كان الأمر لانتصار شخصي فهنا يقع الظلم بأبشع صوره.

الحل في مكافحة صور الفساد أو التغول الإداري، يكمن في فتح قنوات الاتصال مع الإدارة العليا ليردع ذلك الفاسدين، ومن الحلول التأكد من أن كل آلية توظيف كبار المسؤولين ليست بيد شخص واحد، فما إن يمتلك فاسد أو وصولي تلك الصلاحية حتى يملأ بيئة العمل بمن هم على شاكلته، وهؤلاء بطبيعة الحال سوف يوظفون مرؤوسين يشبهونهم، ثم تتدهور بيئة العمل وتصبح طاردة لكل كفاءة ومن يعمل بضمير ومهنية.

 

Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق