العلاج بالمعنى - اقرأ 24

البيان 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
العلاج بالمعنى - اقرأ 24, اليوم الأربعاء 1 مايو 2024 01:26 صباحاً

المصدر:

التاريخ: 01 مايو 2024

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقول فيكتور فرانكل صاحب فلسفة أو مدرسة العلاج بالمعنى: «علينا أن نجيب عن الأسئلة التي تطرحها علينا الحياة، وليس بإمكاننا ذلك إلا من خلال تحمل مسؤولية وجودنا». لقد قضى هذا الرجل عمره يؤسس لفكرته أو مدرسته النفسية هذه واختلف مع كبار علماء عصره في حق العلاج النفسي والمؤسسين الكبار أمثال سيجموند فرويد، حيث يؤكد فرانكل أن الحياة لا يمكن أن تعاش أو تحتمل ما لم يكن هناك معنى لها.

هذا المعنى الذي يقف وراء كل فعل نؤديه وكل حلم نحلم بالوصول إليه وكل مسعى نجري خلفه هو ما يربطنا بهذه الحياة حتى ولو كان الإنسان يلفظ أنفاسه الأخيرة.

إن السقوط في وهم شعور العدم أو العبث هو ما يقف خلف كل البؤس الإنساني الذي يكتنف حياة ملايين البشر ممن يسقطون في النظرة المناقضة، النظرة التي ترى أن الحياة عبث وأن الوجود عدم، وأننا خلقنا من اللاشيء ومصيرنا إلى اللاشيء، هذه الفلسفة العبثية البائسة هي ما تفقد الإنسان أية رغبة أو شعور بالقيمة والأهمية أو بالجدوى إن شئنا الدقة، فما دام كل شيء إلى العدم فما قيمة أي عمل نقوم به إذن؟

كمسلمين لدينا قناعة إيمانية ثابتة خلاصتها أن الحياة حقل الآخرة، وأن لا شيء نعمله يضيع عبثاً، أما فرانكل فيقول إن ما يعطي الحياة معنى هو كل فعل نؤديه، أو عمل ننجزه، أو تجربة حياتية نختبرها، كتجربة الحب، والمعرفة، وإقامة علاقات مع الآخر، أما حين نقترب من فقدنا لمعنى الحياة كأن نبتلى بالفقد أو بمرض عضال لا شفاء منه مثلاً.

في هذه الحالة التي تحاصرنا فيها الأسئلة الصعبة وتضغط علينا بل وتفترسنا لتفقدنا أي شعور بالمعنى، حتى في هذه الأحوال يمكن للإنسان انتزاع معنى من الحياة عبر الإدلاء بشهادة حق لصالح أكثر قدراته صلابة وإنسانية من بين كل ما يتمتع به من قدرات، إنها القدرة على تحويل المعاناة إلى إنجاز إنساني، وإلى الاعتقاد بأن هناك معنى وسبباً وهدفاً من وراء ذلك.

هذا هو بالضبط ما يعرف باسم العلاج بالمعنى!

Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق