رداً على خطايا المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالتعذيب: سيظل تهجير الفلسطينيين خط أحمر.. واستخدام اللافتات الإنسانية في الإعلام الغربى لن تجعل الأشقاء في غزة يتنازلون عن أرضهم - اقرأ 24

صوت الامة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رداً على خطايا المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالتعذيب: سيظل تهجير الفلسطينيين خط أحمر.. واستخدام اللافتات الإنسانية في الإعلام الغربى لن تجعل الأشقاء في غزة يتنازلون عن أرضهم - اقرأ 24, اليوم الأربعاء 1 مايو 2024 05:30 مساءً

لا زال حلم نسف القضية الفلسطينية، يراود الإسرائيليين، متخذين من الحرب المستمرة ضد قطاع غزة، مبرراً لتنفيذ هذا الحلم، بالعمل بكل السبل لإجلاء الفلسطينيين من قطاع غزة، وإجبارهم على الهجرة إلى مصر، لتصبح الأرض بلا شعب، وبالتالي تصل إلى أول خيط في تنفيذ الحلم أو المخطط.

 

بحملة إبادة جماعية تمارسها قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، وصولاً إلى التهديد بعملية عسكرية شاملة في مدينة رفح الفلسطينية، التي تعد اليوم الملاذ الآمن للفلسطينيين من الألة العسكرية الإسرائيلية، تسعى تل أبيب إلى تنفيذ المخطط، تحت زعم ان مدينة رفح الفلسطينية تحوى اليوم القدرة العسكرية والبشرية الأكبر لحركة حماس، وأنه لا مفر أمام إسرائيل – على حد زعمهم- من تنفيذ هذه العملية، للقضاء على قدرات حماس العسكرية والمادية، رغم أن الهدف أكبر من ذلك، وهو ملاحقة الفلسطينيين في أي مكان يلجئون إليه، لدفعهم بالقوة العسكرية وبآلة القتل المستمرة ليتركوا أرضهم، وللأسف الشديد يساعدهم في ذلك بعض الأقلام الغربية التي لا ترى في المخطط الإسرائيلي انتهاكا واضحاً لحقوق الإنسان، وأقلها أن يعيش على أرضه، ووسط أهله، بل أن هذه الأقلام، التي طالما أدعت المثالية، نراه اليوم تقف صفاً واحداً مع إسرائيل في مخططها، وتبرر لتل أبيب كل أفعالها، بل أنها تسعى إلى توزيع الاتهامات يمينا ويساراً، علها تصل إلى هدف واضح، وهو تبرأة إسرائيل، أو على الأقل تخفيف الضغوط الدولية عليها.

 

من هؤلاء، أليس جيل إدواردز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالتعذيب، التي أنضمت إلى الأقلام لمساندة للحلم الإسرائيلي، بمقال نشرته في دورية "فورين بوليسى" الأمريكية" تحت عنوان  "مصر مجبرة على إدخال الفلسطينيين"، متحدثة عن انتهاكات إسرائيلية واضحة في حق الفلسطينيين، لكنها بدلاً من أن تطالب إسرائيل بوقف حربها ضد الفلسطينيين، وحماية الإبرياء، وبدلاً من أن تقف مع الفلسطينيين في حقهم بالتواجد على أرضهم، نراها تشرعن المطالب الإسرائيلية لدول الجوار وتحديداً مصر لفتح الحدود لاستقبال الفارين الفلسطينيين، رغم إدراكها أن هذا هو أمل إسرائيل، لتخلو الأرض من الشعب الفلسطيني، وتموت القضية الفلسطينية وتتحلل إسرائيل من أية مسئولية.

 

وبدلاً من أن تتحدث أليس جيل إدواردز، بوصفها المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالتعذيب، عن الانتهاكات الإسرائيلية، وتقود حملة دولية لملاحقة جيش الاحتلال الإسرائيلي على الانتهاكات المتواصلة من جانبه ضد الفلسطينيين، نراها تبتعد عن هذا الهدف، والوقوف داخل الخندق الإسرائيلي والتخديم على هدفها، وتدعو لهجرة الفلسطينيين من غزة وترك أراضيهم، رغم علمها وعلم الجميع أن الفلسطينيين أذا ما خرجوا من غزة، فلن يتم السماح لهم بالعودة مرة أخرى إلى بلدهم بعد توقف الحرب، والسوابق كثيرة، بداية من نكبة 1948 حينما دفعت إسرائيل أكثر من نصف مليون فلسطيني للهجرة، واليوم تائهين في الشتات، بعدما رفضت إسرائيل عودتهم إلى بلدهم مرة أخرى.

 

كما تتجاهل، أليس جيل إدواردز، كافة الأبعاد الوطنية الخاصة بالقضية الفلسطينية، فحينما أعلنت مصر منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب الإسرائيلية ضد القطاع في السابع من أكتوبر الماضى، أنها لن ولم تسمح بتهجير الفلسطينيين، كان القرار المصرى نابعاً من قراءة وطنية واضحة وموثقة لمجمل الأعمال الإسرائيلية، التي تريد تصفية القضية الفلسطينية، لأنه لن يكون هناك دولة فلسطينية إذا ترك الفلسطينيين أرضهم، لذلك كان الموقف المصرى واضحا وحاسما، إنها لن تسمح تحت أي مبرر بتهجير الفلسطينيين، وهو موقف وطنى واضح، يؤيده الفلسطينيين أنفسهم، الذين يدركون أبعاد المخطط الإسرائيلي ويتصدون له بكل قوة.

 

الأمر الأخر الذى تجاهلته، أليس جيل إدواردز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالتعذيب، أنها حينما تحدثت في المقال عن استقبال مصر للاجئين من السودان وسوريا واليمن ودول أخرى، فلماذا لا تستقبل اللاجئين الفلسطينيين، حينما تحدثت عن ذلك تجاهلت عن عمد الحقيقة المعلومة للجميع، أن استقبال مصر للأشقاء من السودان وسوريا واليمن وغيرهم من الدول الأخرى أمر طبيعي، فدولهم ليست محتلة، وانما تشهد اضطرابات عسكرية وسياسية، وبعد استتباب الأمن بها سيعود كل هؤلاء إلى بلدانهم في أي وقت، لكن الوضع مختلف في فلسطين، فهذه دولة محتلة، والاحتلال يحلم باليوم الذى لا يرى فيه دولة أسمها فلسطين ولا شعب أسمه فلسطينيين، لذلك اذا ترك الفلسطينيين أرضهم فلن يعودوا إليها مرة أخرى، ويبدو أن "أليس جيل إدواردز" تجاهلت التاريخ الملئ بسوابق إسرائيلية دفعت بملايين من الفلسطينيين للهجرة فى الشتات، ولا يستطيعون العودة لأرضهم حتى اليوم.

 

من يطالع ما كتبته، أليس جيل إدواردز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالتعذيب، في دورية فورين بوليسى، سيجد أنها تستخدم لافتات ومبررات إنسانية، وهى تدعو مصر إلى استقبال اللاجئين الفلسطينيين، لكنها لا تدرك أننا نعلم جيداً أن تهجير الفلسطينيين من غزة تحت لافتات "إنسانية" سيعقبه تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية، وهو ما سيعني إنهاء فكرة وجود الدولة الفلسطينية للأبد، وهو أمر بالنسبة لنا وللكل العرب وللفلسطينيين أنفسهم قبلنا جميعا "خط أحمر".

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق