من هم المنفيون إلى كاليدونيا؟.. قصة الأقفاص المميتة واضطهاد المسلمين

القاهرة 24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تعيد احتفالات الجزائر السنوية، تسليط الضوء على من هم المنفيون إلى كاليدونيا الجديدة؟، إذ تعود ذكراهم كل عام إلى الساحة لتذكر العالم بمأساتهم ومعاناة أحفادهم الآن في أرض ما وراء البحار تحت سيطرة فرنسا عليها. وعبر القاهرة 24 نستعرض من هم المنفيون إلى كاليدونيا الجديدة من الجزائريين وما مطالبهم وكيف تورطوا في جنسية فرنسية بشكل قسري وحكاية الأجداد الذين ماتوا في أقفاص حديدية مميتة.

من هم المنفيون إلى كاليدونيا الجديدة؟

من المهم أن نعرف من هم المنفيون إلى كاليدونيا الجديدة، إذ لم يعد لفظ المنفيين دارجًا الآن ضمن مصطلحات العقوبات، بينما رسخته فرنسا منذ 1864، حينما سيطرت على أرض إقليم ماكدونيا.

فقد نفذت فرنسا ترحيلًا إجباريًا لعدد رصدته بعض الدراسات بـ2106 جزائريين إلى منفى ما وراء البحار أو كالدونيا العقيمة، إذ لم تكن سوى جبال وصحراء وأعراش لا تصلح للحياة، ووضعت فيها الجزائرين إلى جانب مجموعة من السكان الأصليين الذي خضعوا رغم أنفهم للاستعمار الفرنسي.

استمر اضطهاد فرنسا للجزائريين المسلمين حتى عام 1897، وهي توفد إلى المنفى جماعات منهم، تنفيذًا لقانون النفي الصادر عام 1854، كأحد الوسائل لعقاب كل من يعترض على فرض السيطرة الفرنسية الاستعمارية.

123.jpg
من هم المنفيون إلى كاليدونيا الجديدة؟

ففي خضم الاحتلال الفرنسي للجزائر منذ عام 1830، نفذت فرنسا عدة ترحيلات لنفي المجاهدين الجزائريين، منهم الشيخان المقراني والحداد، ومنعًا لأي مقاومة؛ اعتمدت سياسة التفريق بين عناصر المقاومة الجزائرية على أرض المنفى.

ونقلت الإذاعة الجزائرية عن الباحث مصطفى كمال التاوتي، أن فرنسا قسمت الجزائريين المنفيين على أراضي كاليدونيا، حيث أودعت قدماء المقاومين من أتباع الشيخين جزيرة الصنوبر، بينما تم الزج بجزء آخر من المقاومة مع معارضين فرنسيين إلى غويانا، لمعاقبتهم على ما أسمته فرنسا أعمال الشغب والجريمة.

وأوضح الباحث في دراسة له، أن اختيار مواضع النفي كان مدروسًا للغاية، إذ تبتعد تلك الأماكن عن حدود الإقليم التي يمكن للمنفيين الهروب من خلالها إلى أوطانهم.

124.jpg
من هم المنفيون إلى كاليدونيا الجديدة؟

ويسرد الباحث ظروف قاسية تعرض لها المنفيين خلال رحلات ترحيلهم إلى منفاهم الأخير "إقليم كاليدونيا"، إذ تم الزج بهم داخل أقفاص ضيقة لا تمكّن أحدٌ من الوقوف أو الجلوس على ظهر سفن، فلم يستطع بعضهم المقاومة ومات وألقي بجسده في البحر قبل الوصول في رحلتهم إلى المنفى والتي كانت تستغرق شهورًا.

واستغلت الحكومة الفرنسية المنفيين الجزائريين إلى جانب السكان الأصليين، في عمليات قهر واستعباد من أجل استخراج معدن النيكل النفيس الذي تم اكتشافه منذ عام 1864 على ضفاف نهر دايهوت، وحاولت فرنسا تهجير أوربيين للعمل في المناجم والاستيطان بالجزيرة، إلا أن السكان الأصليين لم يمنحوهم الفرصة، فنكلت بهم فرنسا وزجت بهم في السجون وتم إقصائهم تمامًا من الاقتصاد.

131.webp
ما هي قصة كاليدونيا الجديدة

 ويتذكر الجزائريون في احتفالات الاستقلال السنوية قصة المنفيين بأغنية حزينة تقول:

“قولوا لأمي ما تبكيش يا منفي ولدك ربي ما يخليهش يا منفي... وكي داخل في وسط بيبان يا منفي والسبعة فيهم جدعان يا منفي... وقالولي كا شي دخان يا منفي، وأنا في وسطهم دهشان يا منفي..”.

125.webp
من هم المنفيون إلى كاليدونيا الجديدة؟

أين تقع كاليدونيا الجديدة؟

تقع كاليدونيا الجديدة في قارة أوقيانوسيا جنوب المحيط الهادي، وتبعد عن حدود دولة الجزائر بنحو 22 ألف كيلو متر، بينما تبلغ مساحة كاليدونيا 19 ألف كيلو متر مربّع، وعاصمتها نوميا.

ومنحت الحكومة الفرنسية إقليم كاليدونيا صفة "أرض فرنسية ما وراء البحار" منذ عام 1946، مما أجبر كل من يقيم عليها حمل الجنسية الفرنسية بداية من عام 1953 على اختلاف أعراقهم.

126.webp
من هم المنفيون إلى كاليدونيا الجديدة؟

أصل سكان كاليدونيا الجديدة

يعود أصل سكان كاليدونيا الجديدة إلى قبيلة في غينيا تنتمي إلى أصول عرقية تدعى "الميلانيزيون" نسبة إلى منطقة ميلانيزيا، ويدينون بالمسيحية، وهم ذوات البشرة السمراء وشعر أشقر، ولهم عادات وتقاليد تشبه عادات الهنود الحمر.

اختلط بالميلانزيون، بعض سكان شرق آسيا من البولينزيون، ثم توافد إليهما الجزائريون المنفيون وبعض ممن ينتسبون إلى شعوب الأقدام السوداء وهم مستوطنين أوربيين سكنوا أو ولدوا في الجزائر وقت الاحتلال الفرنسي للجزائر.

يعيش على أرض كاليدونيا الجديدة حاليًا وفقًا لأحدث الإحصائيات، 295،603 نسمة مختلطة، يمثلون نسبة 0.004٪ من إجمالي عدد سكان العالم، بمعدل نمو سنوي قدره 0.995٪، ويزيد عدد الجزائريين فيها عن 22 ألف من أحفاد المنفيين الجزائريين.

127.webp
من هم المنفيون إلى كاليدونيا الجديدة؟

ما هي لغة كاليدونيا الجديدة؟

تضح مما سبق ما هي لغة كاليدونيا الجديدة، حيث أُجبر جميع سكان الإقليم على التحدث باللغة الفرنسية للتعايش مع الاستعمار، كذلك يحملون عنوة الجنسية الفرنسية حتى الجزائريين منهم.

128.jpg
من هم المنفيون إلى كاليدونيا الجديدة؟

ألقاب الجزائريين في كاليدونيا الجديدة

تعد "جزائريو المحيط الهادئ" أشهر ألقاب الجزائريين في كاليدونيا الجديدة، أو جزائريو كاليدونيا الجديدة، وهي ألقاب تسمح لهم بالتمسك بأصولهم التي حُرموا منها، وهم يحملون الجنسية الفرنسية ويخضعون للدستور الفرنسي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق