المالكي يستقبل تلاميذ مقدسيين وينتقد تفرج الضمير العالمي على مأساة إنسانية

هسبريس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال الحبيب المالكي، رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، إن الضمير العالمي لا يمكن أن يبقى متفرجا على “مأساة إنسانية لا يقبل بها مجرى التاريخ ومنطق العقل”، مؤكدا أن الجميع يتابع حجم “التراجيديا داخل فلسطين، وما يتعرض له أطفال غزة والضفة، والشعب الفلسطيني برمته، من قتل وتدمير”.

وأضاف المالكي، في كلمة ألقاها بمناسبة استقبال تلامذة مقدسيين، اليوم الأربعاء، بمقر المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، أن القتل والتدمير الذي يتعرض له الفلسطينيون “يبرز بما لا يدع الشك أن الحرب والإبادة والكراهية لم تكن يوما حلا، ولن تضمن الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم”.

وشدد المتحدث على أن “كثيرا من الأصوات باتت تجهر بضرورة حق الشعب الفلسطيني الأبي في أرضه وحريته وحقوقه المشروعة”، معتبرا أن المغرب كان دائما إلى جانب فلسطين وشعبها.

وزاد المسؤول ذاته موضحا: “كان لصاحب الجلالة حفظه الله حضور في الموقف العقلاني الجريء المدافع عن فلسطين، وعن القدس الشريف، مدينة ومركزا روحيا مقدسا، وعن استقلال وكرامة شعبنا العربي الفلسطيني”.

ومضى المالكي مبينا للتلاميذ الفلسطينيين الحاضرين أن العلاقات بين المغرب وفلسطين “ليست جديدة، وإنما لها تاريخ طويل عميق، وبالخصوص علاقة المغاربة بالقدس ومقدساتها”، مبرزا أن “القدس كانت دائما مقصدا للمغاربة في حجهم ورحلاتهم وسعيهم الديني والروحي، والعلمي والتربوي”، وزاد: “ظل حي المغاربة معلمة حضارية وتاريخية تعبر عن هذا العمق التاريخي العظيم، وهذه اللحمة الوثيقة والموثقة”.

من جهته قال جمال الشوبكي، سفير دولة فلسطين، إن موقف المغرب الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني “يعبر عنه دائما جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، وكان آخر خطاب موجه للأمة الإسلامية في القمة الإسلامية واضحا في إدانته العدوان الإسرائيلي وفي مطالبته الإنسانية بالتدخل ووقف العدوان الهمجي على الشعب الفلسطيني”.

وأضاف الشوبكي في كلمة بالمناسبة أن “الملك محمدا السادس اعتبر العدوان الهمجي الإسرائيلي وما يجري في قطاع غزة وصمة عار في جبين الإنسانية”، معبرا عن امتنانه لدعوة المجلس أطفال القدس وتكوينهم رفقة أطفال مغاربة.

واعتبر المتحدث ذاته أن “التشبيك في العلاقة القوية بين الشعب المغربي والشعب الفلسطيني تضمّن العلاقات بين جيل المدارس، وهي علاقات المستقبل”، مبرزا أن “العلاقات عمرها مئات السنين؛ فالمغرب وفلسطين شركاء في القدس، وحي المغاربة الذي كان يسكنه المغاربة دفاعا عن القدس والمسجد الأقصى استمر إلى عام 1967 حينما قامت قوات الاحتلال بتدميره حتى تنهي هذه العلاقة، اعتقادا منها أن تدمير الحجر والمباني سينهي العلاقة، لكن سكان هذا الحي بقوا في القدس، وهم جزء من النسيج المجتمعي للمدينة يدافعون عنها وعن هويتها”.

وتابع السفير الفلسطيني موضحا: “نحن أكبر شعب يسعى إلى السلام، لأننا ضحية غيابه”، وزاد: “لو كان هناك سلام لا يمكن أن نرى هذه المجازر التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني. نحن نريد سلاما مبنيا على إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه، وعلى حق تقرير المصير، لأن الشعب الفلسطيني من حقه أن يقرر مصيره ويقيم دولته، لأنه آخر شعب يعاني من الاحتلال في هذه المعمورة”.

بدوره، عبر محمد سالم الشرقاوي، مدير وكالة بيت مال القدس الشريف، عن أهمية الروابط التاريخية والمكانة الاعتبارية التي يحظى بها الفلسطينيون وقضيتهم عند المغاربة، مؤكدا أن “التاريخ المجيد والمشرف بين الشعبين يتجسد في الأعمال المستمرة للجنة القدس برئاسة الملك محمد السادس على المستوى السياسي والدبلوماسي والقانوني”.

وأفاد الشرقاوي بأن “هذا التاريخ المجيد يتجسد على المستوى الميداني والاجتماعي من خلال إحداث المدارس ودعم الأسر الفلسطينية وصمودها في القدس”، مبينا أن اللقاء بين الأطفال المغاربة ونظرائهم المقدسيين كان “لطيفا وحميميا”.

وسجل المتحدث ذاته أنه “انطلاقا من ذلك المنطق المغربي الدائم هو التضامن القائم على نصرة الشعب الفلسطيني”، مبرزا أن “المغرب في ركاب الشعب الفلسطيني والدولة الفلسطينية ومؤسساتها الشرعية”.

" frameborder="0">

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق