مستشارة شيخ الأزهر تبحث سبل التعاون العلمي مع وفد هيئة بنجلادش

القاهرة 24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بحثت الأستاذة الدكتورة، نهلة الصعيدي، مستشارة شيخ الأزهر لشئون الوافدين، رئيس مركز تطوير تعليم الوافدين والأجانب بالأزهر، اليوم الأربعاء، سبل تعزيز التعاون العلمي والثقافي مع وفد هيئة بنجلاديش للخدمات الإنسانية برئاسة الدكتور، نور محمد البديع، رئيس الهيئة، ورئيس مؤسسة البيان لخدمة القرآن الكريم وعلومه.

وأبدى وفد هيئة بنجلادش للخدمات الإنسانية سعادتهم بتواجدهم في رحاب الأزهر الشريف، معربين عن تقديرهم للأزهر الشريف بقيادة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وجهوده في مجالات نشر قيم التسامح والتعايش السلمي، ودعمه للتعليم في المجتمعات الفقيرة، ومساهماته في تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة، مؤكدين أن هذه الجهود تسهم بشكل كبير في بناء جسور التواصل والمحبة بين الشعوب، وتعزز من قيم الأخوة الإنسانية.

تعليم اللغة العربية والاهتمام بالطلاب البنجلاديشيين الدارسين بالأزهر

97.jpg

وأشاد أعضاء الوفد بالجهود التي يبذلها مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين في تعليم اللغة العربية والاهتمام بالطلاب البنجلاديشيين الدارسين بالأزهر، مشيرين إلى حرصهم على تعزيز التعاون مع مركز  تعليم الطلاب الوافدين والاستفادة من خبراته في تعليم اللغة العربية لأهل بنجلاديش من خلال إنشاء مركز لتعليم اللغة العربية في بنجلاديش تحت إشراف الأزهر الشريف، فضلاً عن الاستفادة من خبرات المركز في مدرسة الإمام الطيب لحفظ القرآن وتجويده.

99.jpg

من جانبها أكدت الدكتورة نهلة الصعيدي، حرص الأزهر الشريف على نشر اللغة العربية، باعتبارها لغة القرآن الكريم، والعمل على تعزيز دورها في العالم الإسلامي، مشيرةً إلى أن الأزهر يبذل جهوداً كبيرة في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، إيماناً بأهمية اللغة في فهم تعاليم الإسلام السمحة وتعزيز التواصل الثقافي والحضاري بين الشعوب مؤكدة أن الأزهر يسعى دائماً إلى تقديم الدعم والمساعدة لكل المبادرات التي تهدف إلى تعليم اللغة العربية ونشرها في مختلف أنحاء العالم.

مستشار شيخ الأزهر: التعليم المعاصر منارةً تُضيء طريقَ الأجيال 

وكانت قالت مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين الأستاذة الدكتورة، نهلة الصعيدي، رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب بالأزهر، إن «التعليم المعاصر» منارةً تُضيءُ طريقَ الأجيال نحو المستقبل، فهو ليس مجردَ مناهجَ دراسيةٍ واستذكارٍ للمعرفة، بل هو تجرِبةٌ شاملة تشمل تنميةَ الشخصية وصَقْلَ العقل وتحفيزَ الإبداع، مشيرة إلى أهمية ذاك النوعُ من التعليم الذي يعتمد على أساليبَ حديثة تتسم بالدينامية والتفاعُل، ويسعى إلى تخريج جيل من الشباب المتميز، المتسلح بالمهارات اللازمة لمواكبة تطلعات العصر ومواجهة التحديات بثقة وإيجابية، ويشجع على التفكير النقدي، والإبداع العقلي، ويحفز على بناء مجتمعات مزدهرة تعتمد على العلم والمعرفة.

بناء الذات وتحقيق الأحلام:

 أضافت مستشار شيخ الأزهر خلال كلمتها بالمؤتمر الدولي للتعليم المعاصر في العالم الإسلامي، بعنوان: « التعليم المعاصر أساس التنمية المستدامة في العالم الإسلامي» الذي تنظمه جامعة السلطان أحمد شاه الإسلامية ببهانج- ماليزيا، أن رحلة العلم والمعرفة رحلة ممتعة ومثيرة تتخللها تَجارِبُ تعليميةٌ مفيدة وتحدياتٌ تُشكِّل أساس بناء الذات وتحقيق الأحلام، تمتزج فيها متعة الاكتشاف بحلاوة الإنجاز، متسائلةً: كيف نستطيع توظيف التعليم المعاصر في إبراز التراث الإسلامي وتفعيله؟ ذلك التراث الذي يحمل الفكر المنهجي السليم القادر على إعادة صياغة «الخطاب الإسلامي» صياغة هادية هادفة راشدة قادرة على استيعاب التنوع والتعدد الإنساني، مشيرة أن «الخطاب الإسلامي» القادر على تجاوز ثنائيات الصراع التي أفرزتها الحضارة المعاصرة ومنطلقاتُها الفكريةُ القادر على الوصول إلى كل العقول وكل القلوب، لا يقف حاجزٌ دونَه لأنه قادرٌ على استيعاب كل الحضارات وكل الثقافات بل وكل طبائع البشر المتنوعة.


 وأكدت مستشار شيخ الأزهر أنه في ظل التحديات التي تواجه تراثَنا الإسلاميَّ يجب التنبيه على خطورة تناسي سُلَّمِ الأولويات في حياة الأمة، والابتعاد عن همومها، والانغماس في تجريدات فكرية ذهنية تأمُّلية تؤدي إلى الانصراف عن الواقع والانفصال عن الأمة روحًا وجسدًا؛ مؤكدةً أنه لا بُدَّ من العمل الجاد والدؤوب لاستثمار التعليم المعاصر بوصفه وسيلةً أساسيةً لإبراز التراث الإسلامي وتفعيله ونقله إلى الأجيال الجديدة بأسلوبٍ يتناغم مع روح العصر، لينعكس تفاعلُ الحاضر مع الماضي، وتتجسدَ رُوحُ التجديد والحركة التي تميز الحضارة الإسلامية عبر العصور.


 وأوضحت مستشار شيخ الأزهر أن «التراث الإسلامي» ليس مجرد موسوعة من المعرفة والحكمة، بل هو تراث مصدره الكتاب والسنة، وهما المصدران الأساسيان للفكر والثقافة والمعرفة والحضارة، كما أنه إرثٌ تركه السابقون لتستنير به الأجيال القادمة ويمدَّها بغنى الفكر والثقافة، مشيرةً أن التراث يحمل في طياته عمق فكر تمتد جذوره إلى أصول الإسلام النقية والقيم الإنسانية السامية؛ فهو يعكس تفرد الهوية الإسلامية ويُجسِّد تطلعات المسلمين نحو بناء مجتمعات مزدهرة مبنية على أسس العدل والمساواة والتعاون.

ولفتت الدكتورة نهلة الصعيدي، الى أن «التراث الإسلامي» تكمن أهميته في قدرته على توحيد الأمة الإسلامية وتعزيز الانتماء لهويتها الثقافية والدينية، كما أنه يُسهم في تعزيز التواصل الحضاري بين الشعوب والثقافات المختلفة، ويعزز من التفاهم والتسامح بين المجتمعات المتعددة، كما أنه يجسد روح الإبداع والتميز، ويعكس تفوق العقل والروح في سبيل بناء عالمٍ أفضل يسوده السلام والتعايش السلمي بين البشر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق