محمد منفلوطي_هبة بريس

على مدى ثلاثة أيام تقريبا وإلى حد كتابة هذه السطور، لازال باشا مدينة سطات يقود حملة كبيرة وموسعة لتحرير الملك العمومي الذي بلغ التعدي عليه إلى مرحلة لا يمكن التعايش معها أو قبولها، بفعل تغول أصحابها الذين باتوا يتحدون القوانين جهارا نهارا، يحتلون الشوارع والساحات، ينصبون الحواجز، يحجزون الأماكن العامة لوضع سلعهم وكراسيهم، ومنهم من بلغت به الجرأة إلى حد بناء براكات قصديرية وأخرى اسمنتية بلا تراخيص بلا سلك المساطر القانونية…

كلها ممارسات ومظاهر، جعلت باشا المدينة رفقة معاونيه من رؤساء المقاطعات، ومعهم رجال الأمن والقوات المساعدة معززين بالجرافات والشاحنات، يطوفون بمختلف النقاط الحساسة داخل الأحياء السكنية التي كانت محط انتقاذات واسعة لشريحة من المجتمع السطاتي، يتصدون لهذه الظاهرة المقلقة وجها لوجه مع أصحابها.

باشا المدينة وهو يطوف الشوارع والساحات والأحياء والمحلات التجارية وغيرها، وقف على مجموعة من الممارسات اللاقانونية والتي تم توثيقها بصور وفيديوهات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي…

حملة يأمل كثيرون أن تستمر، وأن تعطي أكلها، وأن تكون مقرونة بمراقبة لصيقة من قبل أعوان السلطة المنتشرين بكافة الأحياء، وأن يعملوا جاهدين على عدم تكرار السيناريو ذاته، حتى لا تعود حليمة لعادتها القديمة تماشيا والمثل الشعبي القائل ” لي حرثو الجمل دكو”..

نعم لقد تفاعلت السلطات المحلية بمدينة سطات “مشكورة”، بكافة مكوناتها لتنخرط في تحرير الملك العمومي، رغم أن هناك العديد من المقاهي والمحلات التجارية لم تشملها الحملة، ويأمل الجميع أن لا تستثني هذه المبادرة الجميع دون استثناء، وأن يستيقظ الجميع على مدينة جميلة، يُحترم فيها القانون ويُصان فيها الملك العمومي من تطاول المتطاولين..

حملة قادها الرجل، ومعها ارتفعت أصوات الغيورين من أبناء المدينة الذين طالبوا الجهات المعنية بتكثيف هذه العمليات الجارية لتشمل عموم المدينة وكافة أحياءها وشوارعها، وكذا التصدي لظاهرة النقل بالعربات الفلاحية المجرورة بالأحصنة خاصة على مستوى زنقة الذهيبية، بغية تخليص المدينة من مثل هاته المشاهد التي تسيئ لجماليتها..