كيف تتجنب مخاطر قمع المشاعر السلبية والتركيز على الإيجابية فقط؟

الشروق نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

د ب أ
نشر في: الثلاثاء 7 مايو 2024 - 8:52 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 7 مايو 2024 - 8:52 ص

هل تمر بيوم سيء؟ هل تشعر بالاكتئاب أو بشعور سلبي؟ ربما يحثك البعض على الابتهاج- التركيز على الأمور الإيجابية. انظر للجانب الإيجابي. حتى أن هناك وسما (هاشتاج) يتعلق بهذا الأمر وهو: =#goodvibesonly "الذبذبات الجيدة فقط".

هذا ما يطلق عليه بعض الخبراء الإيجابية المفرطة. فلا بأس أن يشعر المرء بالإحباط أو الاكتئاب أو المشاعر السلبية. وفي حقيقة الأمر، فإن التفكير الإيجابي المفرط يؤذينا أكثر مما ينفعنا.

وتقول دوروثي سالشو، المدربة في هامبورج والمحاضرة في الجمعية الألمانية لعلم النفس الإيجابي" معظم الأشخاص لديهم معرفة جيدة بالمشاعر الإيجابية وكيفية التعامل معها".

وترى سالشو أن المشاعر العشرة الإيجابية هي السرور، و الإلهام، والفرح، والصفاء، و الشعور بالخوف، والأمل والثقة، والفخر، و الاهتمام بالعالم، والامتنان، والحب والعاطفة.

ولكنها تشير إلى أنه غالبا ما يتم تجاهل المشاعر السلبية، على الرغم من أنه " من المهم السماح بجميع المشاعر".

وتفضل سالشو استخدام صورة لتوضيح هذا الأمر وتقول:" إذا قمت بقمع مشاعرك السلبية، فهي تتوجه إلى القبو وتتدريب على اكتساب قوة هناك. وفي لحظة ما، تعود أكثر قوة". كما توضح سالشو هذا الأمر أيضا من خلال مقارنة أكثر وضوحا . فهي تشبه قمع المشاعر السلبية بالكرة التي يتم دفعها لأسفل المياه. وفي لحظة ما تنفجر. إذا حاول المرء الاستمرار في قمع المشاعر السلبية، فإنه يخاطر بتشكيل دائرة مفرغة تصبح فيها أقوى وأقوى.

ولدى الأستاذة استريد شوتز رأي مماثل. فهي رئيسة قسم علم النفس الشخصي والتشخيص النفسي بجامعة بامبيرج. كما يشير الخبراء إلى الارتداد أو تأثير الدب الأبيض فيما يتعلق بالإيجابية المفرطة.

ويشير تأثير الدب الأبيض أو نظرية المعالجة الساخرة إلى المعالجة النفسية عندما يحاول الشخص بشكل متعمد كبح فكرة ما، مما يترتب عليها نتائج عكسية ويجعله أكثر عرضة للتفكير بها. ومن الأمثلة على ذلك عندما يتم محاولة عدم التفكير في الدب الأبيض يجعلهم على الأغلب يتخيلونه.

وتوضح شوتز أنه "إذا أخبرت شخصا ما أن لا يفكر في فيل باللون القرمزي، فإنه هو أو هي لن يفكرا في أي شىء آخر ". وأضافت" نفس الأمر ينطبق على المشاعر السلبية".

وعلاوة على ذلك، فإن القمع المستمر يعني الضغط المستمر. وتوضح شوتز " من الناحية المعرفية، فإنك تشعر بطاقة مفرطة. وفي الحالات القصوى، يمكنك المناورة لعدم الوقوع في دائرة الاجهاد". وأضافت" المشاعر غير السعيدة مهمة أيضا لسبب آخر: المشاعر السلبية جزء منها. لن نتمكن من الاستمتاع بالجانب الإيجابي بصورة كبيرة إذا لم يكن مناقضا للجانب السلبي".

ولكن المشاعر السلبية أكثر من مجرد نقيض للمشاعر الإيجابية: " فهي تمنحنا دلالات مهمة على أن هناك أمرا ما ليس على ما يرام".

وتشير سالشو إلى أنه خلال تاريخ التطور البشري، وفرت المشاعر مثل الخوف والغضب والحزن والخزي الحماية للانسان بصفتها دلالات مهمة. فإن الخزي يحمينا من الانعزال الاجتماعي والخوف من الغضب. ويشير الغضب إلى الظلم أو يظهر ان هناك انتهاكا لقيمة كبيرة، وأنه يجب أن تدافع عن نفسك.

وأضافت" عقولنا تبحث دائما عن أمر ليس صحيحا أو حتى خطر. هذا يضمن بقاء الناس على قيد الحياة".

اليوم، نحن لسنا في حاجة لهذه الحماية في حقيقة الأمر. ولكن من ناحية، ما تزال المشاعر السلبية مفيدة: فهي تقدم دلالات مهمة بأن هناك أمرا مهما على المحك. فنحن نصاب بالغضب من شريكنا، على سبيل المثال، لأننا لدينا اهتمام راسخ في إنجاح علاقتنا. لذلك يتعين علينا الاهتمام بأي شعور سلبي.

ولكن ليس بدرجة كبيرة، بسبب ما يطلق عليه التحيز السلبي: فنحن نستقبل المشاعر السلبية بصورة أكثر قوة، مثلما أوضحت سالشو. وهذا يعني: " أنه من أجل أن نشعر بالتوازن عاطفيا، نحن في حاجة لنسبة ثلاثة إلى واحد: أن تتفوق ثلاثة مشاعر إيجابية على شعور سلبي واحد" حسبما قالت سالشو.

وبشأن الحصول على نصيحة من مواقع التواصل الاجتماعي؟ تنصح سالشو بعدم اللجوء لذلك.

وتقول إن الأمور تبدو مختلفة تمام على موقع انستجرام على سبيل المثال، أو المواقع المماثلة: أشخاص سعداء، تجارب رائعة ومنازل مثالية- معظم الأشخاص يعرضون فقط أفضل ما لديهم على مواقع التواصل الاجتماعي. ولكن هذه مجرد مقتطفات، نميل أحيانا إلى نسيانها.

وتقول شوتز " وسائل التواصل الاجتماعي تعمل على تضخيم الظواهر مثل الإيجابية المفرطة". فهي تضمن انتشار غبارات مثل " الذبذبات الجيدة فقط" يصورة أكثر وأسرع .

كل هذا يجعل من المهم ضمان توازن جيد بين المشاعر السلبية والإيجابية بعيدا عن مواقع التواصل الاجتماعي. ولكن كيف يمكن تحقيق ذلك؟.

حتى إذا كان المصطلح يبدو مبتذلا نوعا ما: فإن التركيز الذهني يساعد في السماح بانسياب جميع المشاعر." وتوضح شوتز، التي تقوم بتطوير الاختبارات وبرامج التدريب المتعلقة بالذكاء العاطفي " كن حاضرا في اللحظة الحالية، ولاحظ : ماذا تشعر الآن".

وأضافت" أقبل مشاعرك، حتى السلبية منها، ولكن لا تفكر في اللحظات السيئة. ودائما أعمل لتحقيق اللحظات الإيجابية".كما أن هناك هاشتاج لهذا الأمر وهو#allfeelingsarewelcome "جميع المشاعر مُرحب بها".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق