من المنفى إلى الكنز.. ما قصة كاليدونيا الجديدة ولماذا تتمسك بها فرنسا؟

القاهرة 24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يدور الجدل حاليا حول ما هي عاصمة كاليدونيا الجديدة وماذا يحدث هناك، وما علاقة الجزائر بذلك ولماذا يريدون الانفصال عن فرنسا ولماذا أعلن ماكرون الطوارئ في كاليدونيا الجديدة. كذلك ما علاقة الإسلام بما يحدث في كاليدونيا ومن هم المنفيون فيها ولماذا؟. كلها أسئلة أثيرت مؤخرًا نجيب عليها عبر القاهرة 24 بعرض معلومات توضح ما هي قصة كاليدونيا الجديدة.

ما هي قصة كاليدونيا الجديدة؟

يعيد التساؤل عن ما هي قصة كاليدونيا الجديدة، أحداث تاريخية ترغب فرنسا في طمسها حتى تستفيد من ثروة كبيرة ستخسرها حال استقلال كاليدونيا الجديدة عنها فما هي تلك الثروة وما قصة جزيرة النيكل أو كاليدونيا الجديدة أرض منفى الأجداد؟.

بدأت قصة تلك البقعة التابعة حاليًا لحدود دولة فرنسا كأرض استعمارية تسيطر عليها عنوة، إلى القرن الثامن عشر، حينما استعمرتها فرنسا منذ عام 1853، فبدأت أولى محاولات استقلالها عام 1870 على يد الشيخين الجزائريين المقراني والحداد، اللذان نظما جبهة ضد فرنسا استطاعا من خلالها تحرير مدن على أرض كاليدونيا.

ومع فرط القوة الأوروبية، استطاعت فرنسا بعد حين أن تستعيد سيطرتها على الأراضي المحررة، وقتلت الشيخ المقراني، وسيطرت بالكامل على كاليدونيا الجزائرية الأصل، لتعلنها أرض فرنسية هي عبارة عن جزيرة لا حياة فيها، لذلك استخدمتها فرنسا كمنفى وسجن كبير مفتوح لكل من يخالف النظام الفرنسي.

ومع اضطرار المنفيين للتعامل مع الحياة الصعبة على الجزيرة الكبيرة، بدأوا في نبش ثرواتها الخبيئة؛ ليكتشفوا ما جعل فرنسا تُحكم قبضتها أكثر على الجزيرة المعدومة، وهو أرضها الغنية بمعدن النيكل الثمين، فبدأت حيل فرنسا لترحيل مستعمرين أوروبيين وفرنسيين للجزيرة التي أصبحت فيما بعد خليط من الجزائريين والمستعمرين معلنة قيام كاليدونيا الجديدة الغنية بالنيكل.

وفي عام 2018 طالب سكان كاليدونيا الأصليين "الكاناك" باستقلالهم عن فرنسا وإعلانهم دولة مستقلة لها سيادة، وبالفعل أقيم الاستفتاء الجماهري على أرض الجزيرة، إلا أن وجود أحفاد المستعمرين "الكالدوش" بنسبة كبيرة، أدى إلى غلبة رأي من يعارضون الاستقلال ويرغبون في استمرار تبعية كاليدونيا الجديدة لفرنسا.

وفي عام 2020 عاود السكان الأصليين الاستفتاء لتخرج نفس النتيجة، لتواصل فرنسا سيطرتها من خلال أتباعها على الجزيرة، ثم الآن خرجت المطالب بسحب حق الوافدين الأوروبيين في التصويت على الاستفتاء، وهو ما ترتب عليه مواجهات دامية بين سكان كاليدونيا الجديدة الأصليين والحكومة الفرنسية أدت حتى الآن إلى مقتل العشرات وإصابة آخرون ومواجهات عنيفة وتخريب.

هذا هو اختصار قصة كاليدونيا الجديدة ولكن ما سر تمسك فرنسا بتلك الجزيرة رغم أنها استخدمتها منفى وسجن موحش مقفر لكل من يعارضها؟.

42.webp
ما هي قصة كاليدونيا الجديدة 

ما هي عاصمة كاليدونيا الجديدة؟

بدأ التساؤل عن ما هي عاصمة كاليدونيا الجديدة منذ التسعينيات، حيث اكتشفت فرنسا كنز النيكل واستهلكت من أجل استخراجه قوة الجزائريين المنفيين والذين بلغ عددهم 2106 أو ما عرفوا برهائن كهف أوفيا عام 1987، لتعلن كاليدونيا الجديدة وعاصمتها نوميا.

وأدت أزمة الرهائن إلى إجراء مفاوضات في عهد فرنسوا ميتران الرئيس الفرنسي آنذاك، حيث خرج اتفاق نوميا عام 1998، بمنح إقليم كاليدونيا المزيد من الحكم الذاتي والسماح بإجراء ثلاثة استفتاءات على الاستقلال، جرى منهما استفتائين عام 2018، وعام 2020، وحالت كورونا دون الاستفتاء الثالث.

اشترط اتفاق نوميا على أن يقتصر التصويت في الاستفتاء على سكان كاليدونيا الجديدة الذين سكنوها قبل 1998، لمنح الفرصة للسكان الكاناك الأصليين في تقرير مصيرهم، ولكن وجود الأوروبيين بنسبة كبيرة أفسد خطط الاستقلال عن فرنسا واعلان كاليدونيا دولة مستقلة وعاصمتها نوميا.

ويرغب الكاناك في إبعاد الكالدوش من حق التصويت قبل إجراء الاستفتاء الثالث والأخير، حتى لا يسيطروا كعادتهم على نتائج الاستفتاء بتأييد سيطرة فرنسا على كاليدونيا الجديدة والحول دون استقلالها رسميًا باعتراف من الدستور الفرنسي.

 

39.webp
ما هي قصة كاليدونيا الجديدة 

أصل سكان كاليدونيا الجديدة

ويعود أصل سكان كاليدونيا الجديدة إلى عدة جنسيات ليس من بينها الفرنسيين، إذ يعد السكان الأصليين خليط من البولينزيين وهم أول من سكن الجزيرة، وسكان من جنوب شرق آسيا ونسبة من الجزائريين، يدعون جميعًا الكاناك ويبلغ عددهم 40% من السكان.

فيما تبلغ نسبة الأوروبيون 27% وأغلبيتهم فرنسيين، وقد أقامت فرنسا قاعدة عسكرية لها على أرض الجزيرة، وكان يسكن كاليدونيا الجديدة حوالي 270 ألف نسمة فرنسية عام 1853 في عهد الإمبراطور نابليون الثالث.

 ووفقا لرويترز، فإن جزيرة ما وراء البحار الفرنسية أو الأرخبيل أو كاليدونيا الجديدة، تصنف منذ 1986 على لائحة الأمم المتحدة، بأنها أراض غير مستقلة يجب إزالة الاستعمار عنها، وهي أحد 5 جزر تسيطر عليها فرنسا.

ماذا يحدث في كاليدونيا الجديدة؟

والآن، ماذا يحدث في كاليدونيا الجديدة؟، فقد أعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، حالة الطوارئ في كاليدونيا، لوقف احتجاجات الكاناك على موافقة مجلس النواب الفرنسي على اجراء تعديل دستوري يسمح للوافدين إلى كاليدونيا بالتصويت في الانتخابات الإقليمية.

ويرى سكان كاليدونيا الأصليين أن هذا التشريع يزيد من تهميش أصواتهم مقابل الأصوات المؤيدة للاستقلال عن فرنسا، ومع احتدام المواجهات بين فرنسا والمحتجون، منذ الاثنين الماضي، قُتل 3 أشخاص وأصيب آخرين منهم شرطي، وتم اعتقال 130 شخصًا، فيما تخشى السلطات الفرنسية من تفاقم الاحتجاجات وتكوين جماعات مسلحة تعطل مصالحها على أرض الجزيرة وتعيد حركات الاستقلال.

وترغب فرنسا في استمرار قبضتها على أرض الأرخبيل الغني بالنيكل الثمين، حيث تعد كاليدونيا الجديدة ثالث أكبر المدن عالميًا انتاجًا للنيكل، وتستحوذ على 25% من النيكل العالمي.

ويعيش سكان كاليدونيا على واردات الغذاء، إذ لا يوجد إلا 20% من أرضها صالحًا للزراعة، وتحصل كاليدونيا على دعم مالي كبير من فرنسا يساوي أكثر من ربع الناتج المحلي الإجمالي.

كما تعد كاليدونيا الجديدة وجهة سياحية وواجهة استثمارية فرنسية في صناعة النيكل الذي يستخدم في صناعة اطارات السيارات، وللإقليم موقع جغرافي مؤثر، إذ تقع في قلب منطقة بحرية معقدة جيوسياسيا يدعم سيطرة فرنسا في مجالي الأمن والتجارة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق