أفضل وقت لتناول أدوية ضغط الدم

القاهرة 24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أظهرت دراسة جديدة من جامعة Dundee في اسكتلندا أن توقيت تناول أدوية ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يؤثر بشكل كبير على فعالية هذه الأدوية في الوقاية من النوبات القلبية. وركزت الدراسة على العلاقة بين النمط الزمني للفرد، الذي يحدد مواعيد الاستيقاظ والنوم الطبيعية للشخص، وتوقيت تناول الأدوية الخافضة للضغط.

ما هو أنسب وقت لتناول أدوية ضغط الدم 

شملت الدراسة أكثر من 5000 شخص، أكملوا استبيانات لتقييم أنماطهم الزمنية. قسم المشاركون إلى مجموعتين، حيث تناول نصفهم أدويتهم في الصباح بينما تناول النصف الآخر أدويتهم في المساء. وهدفت الدراسة إلى تحديد ما إذا كان هناك فرق في معدل الإصابة بالنوبات القلبية بين المجموعتين بناءً على توقيت تناول الأدوية والنمط الزمني الشخصي لكل فرد.

أوضحت النتائج أن الأفراد الذين يفضلون الاستيقاظ المبكر والنوم مبكرًا (الأنماط الزمنية المبكرة) كانوا أقل عرضة للإصابة بنوبة قلبية عندما تناولوا أدويتهم في الصباح مقارنةً بتناولها في المساء. وعلى النقيض، الأشخاص الذين يميلون للاستيقاظ والنوم في وقت متأخر (الأنماط الزمنية المتأخرة) كانوا أقل عرضة للإصابة بالنوبات القلبية عندما تناولوا أدويتهم في المساء بدلاً من الصباح.

يقول الدكتور فيليبو بيغازاني، المحاضر السريري الأول والاستشاري الفخري لطب القلب في جامعة Dundee: "هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تُظهر أن توقيت تناول الأدوية الخافضة لضغط الدم بما يتماشى مع النمط الزمني الشخصي يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب. ومع ذلك، قبل تغيير مواعيد تناول الأدوية، يجب إجراء تجارب سريرية عشوائية جديدة لتأكيد هذه النتائج".

شارك في إعداد الدراسة الدكتور كينيث ديار، الذي أشار إلى أن لدينا جميعًا ساعة بيولوجية داخلية تؤثر على إيقاعات ضغط الدم وكيفية استجابتنا للأدوية على مدار 24 ساعة. وأضاف: "من المهم أن يدرك الأطباء أن المرضى يختلفون في أنماطهم الزمنية، وهذه الاختلافات تؤثر على خطر الإصابة بالأمراض."

وأكدت الدراسة أن الاهتمام بتوقيت تناول الأدوية، بما يتوافق مع النمط الزمني الشخصي، يمكن أن يقدم حماية إضافية للقلب. وهذا يبرز أهمية الطب الشخصي، الذي يأخذ في الاعتبار الفروق الفردية بين المرضى لتحسين نتائج العلاج.

وأُجريت الدراسة بالتعاون مع معهد Helmholtz في ميونيخ، وبمشاركة باحثين من المملكة المتحدة وإيطاليا والولايات المتحدة. هذه النتائج تقدم رؤية جديدة في كيفية تحسين الرعاية الصحية لمرضى ارتفاع ضغط الدم من خلال تخصيص توقيت تناول الأدوية بناءً على الإيقاعات البيولوجية الشخصية لكل مريض.

من الناحية العملية، تشير الدراسة إلى أن الأطباء قد يحتاجون إلى إعادة النظر في النصائح المقدمة للمرضى بشأن توقيت تناول الأدوية الخافضة للضغط. إذا أكدت الدراسات المستقبلية هذه النتائج، فقد يكون من المفيد تطوير استراتيجيات علاجية تأخذ في الاعتبار النمط الزمني لكل مريض لضمان فعالية أكبر في الوقاية من أمراض القلب. هذه الخطوة نحو الطب الشخصي يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في إدارة ارتفاع ضغط الدم وتقليل مضاعفاته الخطيرة.

باختصار، هذه الدراسة تفتح الباب أمام نهج جديد في علاج ارتفاع ضغط الدم، حيث يصبح توقيت تناول الأدوية مخصصًا بشكل أكبر وفقًا للإيقاعات البيولوجية الفردية، مما يعزز الوقاية من أمراض القلب ويؤدي إلى نتائج صحية أفضل على المدى الطويل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق