اللاذقية-سانا

حبها وولعها بالشموع وما تولده حولها من مناخات هادئة تبعث الطاقة الإيجابية في المكان دفع الشابة علا قازان إلى تأسيس مشروعها الخاص بصناعة الشموع العطرية الفواحة بأشكالها المختلفة والمتنوعة تحت مسمى همسات الملائكة.

وتستخدم قازان شمع البارافين كمادة أولية أساسية، إضافة إلى الزيوت العطرية الفواحة والإكسسوارات وبتلات الورود والألوان الشمعية التي دأبت على تطويرها وإضافتها بنسب معينة للوصول إلى اللون المنشود وتقديم منتجات ترضي جميع الأذواق.

وأضافت قازان الابنة البكر للشهيد العميد شرف عبد الرحمن قازان الذي استشهد دفاعاً عن الوطن في العام 2013: “إن استشهاد والدها شكّل نقطة مفصلية في حياتها وعلى الرغم من حجم الألم والأسى الذي يعتصر قلبها على فقده كان لا بدّ أن تتحلى بالقوة والعزيمة إذ وجدت نفسها سؤولة عن أسرتها لتبدأ رحلتها في البحث عن أفكار تولد مصدر دخل إضافياً يساعدهم على مواجهة الظروف المعيشية الصعبة”.

وفي حديث لمراسلة سانا الشبابية بيّنت الطالبة الجامعية أن إصابتها بمرض الجنف منذ الصغر لم تثنها عن المضي قدماً في حياتها إنما زادتها عزيمة وإصراراً لإكمال تحصيلها العلمي وملاحقة طموحها لتدخل كلية علم الاجتماع في جامعة تشرين.

وأكدت أنها وبفضل التعلم الذاتي والتدريب المستمر ومتابعة المقاطع التعليمية حول كيفية صناعة الشموع والتواصل مع ذوي الخبرة تمكّنت من تجاوز الصعوبات والتحديات التي واجهتها في بداية المشروع، حيث عملت على صقل مهاراتها وتحسين منتجاتها من خلال ابتكار أفكار وخلطات وتصاميم جديدة.

ولفتت إلى أن الدقة والصبر واللمسة الفنية الخاصة بها أضفت مزيداً من التفرد على منتجاتها، وساهمت في بناء سمعة طيبة بين معارفها وزملائها في العمل الوظيفي ومحبي اقتناء هذه القطع المميزة، وتعزيز مكانتها في أوساط المنافسين في السوق.

وقالت: “هناك من يعتبر هذه المشغولات خياراً مثالياً لتزيين المنازل بما تضفيه من أجواء دافئة تبعث على الراحة والطمأنينة، فيما يرى فيها البعض فكرة مميزة كهدايا يتبادلها الأحبة والأصدقاء، وآخرون يجدونها إضافة مميزة لمناسباتهم الاجتماعية”.

وحول كيفية تسويق منتجاتها أشارت قازان إلى أنها تعتمد بشكل رئيسي على التسويق الإلكتروني، حيث أنشأت صفحة خاصة على مختلف منصات التواصل الاجتماعي فيسبوك وأنستغرام، إضافة إلى مشاركتها في المعارض والفعاليات التي تُقام في المحافظة، ما يتيح لها التواصل المباشر مع الزوار وتوسيع شبكة علاقاتها.

واختتمت بالتأكيد على أن تشجيع عائلتها ودعمها ساعدها على مواصلة العمل لتحقيق حلمها ليبصر مشروعها النور بعد عام ونصف العام من السعي الدؤوب رغم غلاء وندرة المواد الأولية، معربة عن أملها بأن تتمكن من توسيع مشروعها مستقبلاً.

ديمة حشمة ورشا رسلان

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency