كشف علماء في جامعة نورث وسترن الأمريكية عن تكتيكات معقدة تستخدمها فيروسات الهربس للتسلل إلى الجهاز العصبي.

وسلطت دراسة نشرتها دورية "بروسيدنجز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس" الضوء على السبل العلاجية المحتملة لمكافحة هذه الالتهابات المنتشرة.

فيروس الهربس البسيط من النوع 1 (HSV-1)، وهو السبب الرئيسي وراء الهربس الفموي، استعصى منذ فترة طويلة على القضاء عليه بالكامل بسبب قدرته على الاختباء داخل الجهاز العصبي.

وبقيادة جريجوري سميث، أستاذ علم الأحياء الدقيقة وعلم المناعة، بحث فريق البحث في التعقيدات الجزيئية لكيفية استغلال الفيروس لعمليات النقل الخلوي لاختراق الخلايا العصبية.

ويقول دونج هو كيم، المؤلف الأول للدراسة والحاصل على درجة الدكتوراه: "توضح النتائج التي توصلنا إليها كيف تطورت فيروسات ألفا الهربس، مثل HSV-1، لتصبح ذات كفاءة عالية في غزو الجهاز العصبي".

وباستخدام تقنيات التصوير الفلوري المتقدمة، كشف الباحثون عن الدور المحوري للبروتين الفيروسي ( pUL37 ) في معالجة البروتين الحركي كينيسين لتسهيل رحلة الفيروس إلى الخلايا العصبية.

وأكد سميث أهمية هذا الاكتشاف في تعزيز فهمنا للغزو العصبي لفيروس الهربس وآثاره على تطوير اللقاحات والعلاجات المضادة للفيروسات.

وقال كيم: "يضيف نموذجنا خطوة مهمة في فهم عملية الغزو العصبي بواسطة فيروس الهربس، وأنا شخصياً متحمس لرؤية كيف يمكننا استخدام هذه الآلية في علاجات محتملة".

وللمضي قدمًا، سيعمل مختبر سميث على استكشاف التفاعل المعقد بين البروتينات الفيروسية وآليات النقل الخلوي، بهدف تحديد أهداف جديدة للتدخل العلاجي.

ويقول سميث: "مع هذا الفهم الجديد، يمكننا الآن التعمق أكثر في هذه العملية المصممة التي تنقل المواد الوراثية الفيروسية من العالم الخارجي إلى خلايانا العصبية".

وتمثل الدراسة قفزة كبيرة إلى الأمام في كشف التفاعلات المعقدة بين الفيروسات والخلايا المضيفة، مما يوفر الأمل لتطوير استراتيجيات مستهدفة لمكافحة عدوى الهربس.