غابت الدولة... إلعبي يا جماعة اسلامية - اقرأ 24

الفن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
غابت الدولة... إلعبي يا جماعة اسلامية - اقرأ 24, اليوم الأربعاء 1 مايو 2024 03:18 صباحاً

لا احد ينكر ان امام المسؤولين في لبنان مشاكل لا تعدّ ولا تحصى لمواجهتها (ولو انهم سبب غالبيتها الساحقة)، ولكن اليس بمفهوم رجال الدولة تحمّل المسؤوليات مهما عظمت، والتعامل مع التحديات اياً تكن نيابة عن المواطنين الذين اولوهم الثقة؟ ما حصل في ببنين العكارية لا يمكن ان يكون مشهداً عادياً، على الرغم من كل الازمات والمصائب التي يعاني منها لبنان. لو كان هناك رئيساً للجمهورية، لكان وجب ان يعقد اجتماعاً للمجلس الاعلى للدفاع لبحث الموضوع، ولكن في غياب هذا المجلس بسبب الفراغ الرئاسي الحاصل، ما السبب في عدم دعوة مجلس الامن المركزي للتعاطي مع هذا الامر؟ الا يدرك انه "نائب" المجلس الاعلى للدفاع في هذه الظروف الاستثنائية، فكما الحكومة تقوم مجتمعة بأعمال رئيس الجمهورية، يمكن لمجلس الامن المركزي الانابة موقتاً عن المجلس الاعلى للدفاع في اتخاذ التدابير الامنية اللازمة لحماية البلد والتعامل مع المشاكل الامنية التي قد تهدد استقراره. حسناً فعل وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي حين دعا الى جلسة استثنمائية للمركزي بعد مقتل باسكال سليمان لان الامور هددت بحصول فلتان امني، ولكن الم يكن ما حصل في ببنين يستحق مثل هذا الاجتماع؟ ولماذا لم يدعُ اليه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ويكون برئاسته؟ هل المطلوب انتظار عبرا ثانية واحمد اسير ثانٍ، وان يزيد عدد شهداء الجيش والقوى الامنية لضبط الوضع؟.

قد يذهب البعض الى فخ "حزب الله" وسلاحه ويقول: لماذا يسمح للحزب بالاحتفاظ بسلاحه ولا يسمح لسواه بذلك؟ والجواب منطقي وعمليّ: غالبية اللبنانيين ليست مع سلاح حزب الله، ولكن لا احد يمكنه ان ينكر فعاليته في وجه اسرائيل، وفي غياب الفيتو الدولي الموضوع على تسليح الجيش اللبناني بطريقة تليق بالتحديات التي تواجهه. وكم من دعوة وجّهت لسحب السلاح، وكم من طاولة حوار عقدت وحاول الكثيرون عقدها لوضع استراتيجية دفاعية تؤدي في نهاية المطاف الى سحب السلاح من يد الحزب؟ فإذا كان من غير الممكن لاسباب عديدة محلية واقليمية ودولية، فهل يجب بالتالي ترك الامور على هواها، ويصبح بامكان اي فصيل او مجموعة ان تسلّح نفسها لنعود الى ايام الميليشيات؟.

واذا كان ميقاتي او مولوي يشعران بالحرج لان المعنيين هم من الطائفة السنيّة، ألم يكن الاسير سنيّاً ايضاً؟ فليس هناك من سبب للشعور بالحرج حين تصل الامور الى حد الخطر المحدق، فما همّ اذا كان سبب الخطر شيعياً ام سنياً ام مسيحياً، فهو محدق بالجميع من دون اي تفرقة. لم يعد من المسموح السكوت عن مثل هذه التصرفات، واذا كانت اليوم "الجماعة الاسلامية" هي نجمة هذا الخلل الامني الفادح، فغداً سيكون هناك منظمة اخرى في منطقة جديدة تفرض الوقائع نفسها، وهكذا دواليك. المطلوب اليوم الضرب بقوة، وعدم السماح باستغلال الحرب الدائرة في غزة وتداعياتها المؤلمة التي تحصل في الجنوب، من قبل البعض لفرض امر واقع بالسلاح، ليصبح من الصعب جداً بعدها التخلص منه. الدعوة اليوم ملحّة لاجتماع مجلس الامن المركزي لوضع خطة محكمة لتطويق ما حصل في ببنين، وتلافي امكان تكراره في مناطق اخرى، والا يتحوّل المجلس المذكور الى فرصة لعقد لقاءات وتعزيز العلاقات الاجتماعية فيما يكون الوضع الامني في اسوأ احواله. وعلى الجميع تفادي المثل القائل: "إن غاب القط إلعب يا فأر"، لانه ان غابت الدولة ( من الناحية الامنية تحديداً)، فستلعب فئران كثيرة في مصير الوطن والمواطن.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق