في فترة قصيرة نجحت مصر في استعادة سيناء بعد رحلتها الصعبة التي استمرت قرابة 10 سنوات، شهدت خلالها أرض الفيروز معارك شرسة على خط النار مع الإرهاب، بين الفوضى الأمنية وغياب هيبة الدولة والقانون، وانتشار الخوف والهلع بين الناس من قنابل ومتفجرات التكفيريين، إلى ضخ الأمن والتنمية في شرايين المحافظة. 

سيناء، التي تمثل مكانًا سياسيًا وجغرافيًا ودينيًا مهمًا للمصريين، تحولت منذ 10 سنوات إلى منطقة حرب حقيقية. بين الرصاص الفارغ الملقاة على الأرض، والعبوات الناسفة، "الدشم العسكرية"، والمباني المتهالكة التي خلفتها آثار الرصاص وطلقات الـ" آر بي جي"، كانت شمال سيناء تغرق في حربها ضد الإرهاب، والآن يراها العالم تعود من رحلة الانتصار على التحديات والقضاء على الإرهاب إلى إطلاق مشروعات تنموية عملاقة أحدثها تدشين اتحاد القبائل مدينة السيسي.

أولت القيادة السياسية اهتمامًا كبيرًا بتنمية سيناء بأكملها، بالتوازي مع الحرب على الإرهاب، ذلك التطوير الذي جاء بقرار استراتيجي استهدفت الدولة من خلاله زيادة المساحة السكانية هناك، وإقامة المجتمعات العمرانية، يليها الاهتمام في البنية التحتية، وزيادة الطاقة الكهربائية، فضلاً عن توفير فرص استصلاح الأراضي الزراعية و صناعات متنوعة وإمكانات كبيرة لبناء المجتمعات البدوية.

كما نجحت الاستراتيجية الوطنية لإعادة إعمار سيناء في ربط المشروعات القومية لإعمار سيناء، وربط المشروعات التنموية بمسار متقدم ومتكامل يهدف إلى استعادة مرافق مدن سيناء بالكامل، وتحسين الخدمة المقدمة للمواطنين، بحيث تشهد سيناء حاليا طفرة تنموية كبيرة بعد القضاء على جيوب الإرهاب التي عانت منه سنوات عديدة . 

احتفل أهل سيناء جميعا بعودة الحياة إلى طبيعتها هناك بفضل الجهود التي بذلها أبطال الجيش والشرطة على مر 10 سنوات في مكافحة الإرهاب، والتي أثمرت وأصبحت آمنة. وقدموا رسائل شكر بعد أن عادت ضروريات الحياة بعد فترة من الاضطرابات، وعادت الجامعات والمعاهد والمدارس، وعادت المحاكم. والنيابات للعمل، وتم رفع نقاط التفتيش الداخلية، وإزالة الحواجز من محيط المنشآت الشرطية، وشهدت الشوارع سيولة مرورية، وتواجد أمني مكثف، وضبط الأسواق و الأسعار، وخدمات جماهيرية قدمتها وزارة الداخلية مع تسهيلات لأهالي أرض البطولات، وإطلاق حملات أمنية واسعة على البؤر الإجرامية، لضبط المطلوبين والعناصر الإجرامية الخطيرة. وحملات تستهدف بؤر المخدرات والسلاح.