"ميغالوبوليس" .. مهرجان "كان" يترقب "الوصية السينمائية" للمخرج كوبولا

هسبريس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تتجه الأنظار بترقّب في الدورة السابعة والسبعين لمهرجان “كان” إلى فيلم “ميغالوبوليس” Megalopolis لفرانسيس فورد كوبولا، إذ يبدو هذا العمل الذي أنفق عليه كوبولا جزءاً من ثروته بمثابة “الوصية” السينمائية للمخرج الأميركي الكبير، وهو يأمل أن يتمكن بعد 45 عاماً من حصوله على السعفة الذهبية عن “أبوكاليبس ناو” Apocalypse Now من الفوز بجائزة ثالثة.

ويرغب كوبولا منذ أكثر من أربعين عاماً في إنجاز هذا الفيلم الذي بلغت موازنته 120 مليون دولار، ويتناول تدمير مدينة ضخمة تشبه نيويورك. لكنّ المخرج صرف النظر عن المشروع في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، قبل أن يعاود العمل عليه.

وورد السؤال الآتي في التعليق الصوتي ضمن المقطع الترويجي: “متى تموت الإمبراطورية؟ هل تنهار في لحظة رهيبة؟”.

وفي الفيلم الذي وُصِفَ بأنه من نوع الخيال العلمي، ويدوم عرضه على شاشة “آيماكس” ساعتين و18 دقيقة، يكون رُكنا إعادة إعمار المدينة المدمّرة مهندس معماري يجسّده الممثل آدم درايفر، ورئيس البلدية الذي يؤدي دوره جانكارلو إسبوزيتو.

وقال كوبولا عام 2019 خلال مهرجان “لوميير” الذي كُرِّم فيه إنه فيلم عن “رجل لديه رؤية للمستقبل”، ويتمحور على “الصراع” بين هذه الرؤية و”تقاليد الماضي”، ووصفه بأنه فيلمه “الأكثر طموحاً، وهو أكثر طموحاً حتى من +أبوكاليبس ناو+”.

وأثار كوبولا بتصريحاته قدراً كبيراً من التشوّق لدى محبّي السينما في مختلف أنحاء العالم المعجبين بأفلامه ولقطاته الملحمية، كما في فيلم “أبوكاليبس ناو” (“الرؤيا الآن”) الذي كان من المقرر أن يُعرض لبضعة أسابيع فحسب لكنّه في نهاية المطاف بقي على الشاشات 238 يوماً.

وتضاف إلى ذلك نوبات جنون العظمة التي يعاني منها كوبولا، وهو مدمن مخدرات، وقد فَقَدَ نحو 40 كيلوغراماً من وزنه، واضطر يومها إلى رهن ممتلكاته لتمويل الفيلم. فموازنة “أبوكاليبس ناو” التي كانت أصلاً 13 مليون دولار ارتفعت إلى 30 مليوناً، ما قاده إلى حافة الإفلاس.

" frameborder="0">

“مُتهور”

لاحظ الصحافي الأميركي المخضرم في المجال السينمائي تيم غراي، الذي يعمل راهناً في المنظمة المعنية بجوائز غولدن غلوب، أن “كوبولا متهور (…) وكان دائماً يُقدم على مخاطرات كبيرة”، معتبراً أن مسيرته “تتحدى المنطق”.

وكان المخرج العملاق أشار أيضاً إلى رغبته في تصوير قصة حب “قبل الرحيل”، وهو ما حققه في “ميغالوبوليس” من خلال الثنائي آدم درايفر وناتالي إيمانويل (“غايم أوف ثرونز”).

وتحيط بدرايفر وإيمانويل شخصيات متعددة جسّدها ممثلون كبار من سبعينيات القرن العشرين، كجون فويت وداستن هوفمان.

وقال المندوب العام لمهرجان كان تييري فريمو، الإثنين، قبل افتتاحه، إن “الجميع كانوا يأملون أن يستمر فرانسيس فورد كوبولا في إنتاج الأفلام”، وأضاف: “كنا نعلم أنه قرر إنتاج هذا الفيلم وتمويله من ماله الخاص”.

وأعرب المتحدث عن إعجابه بكَون “هذا الرجل البالغ 85 عاماً يتصرف كمخرج سينمائي مستقل، كفنان يريد أن يأتي ويعرض أعماله”، وزاد: “مهرجان كان مهم بالنسبة إليه”.

وكان المخرج نال أول سعفة ذهبية له عن فيلمه “ذي كونفرسيشن” The Conversation عام 1974، وألحقها بنيله سعفته الذهبية الثانية عام 1979 عن فيلم “أبوكاليبس ناو”.

وتنشط توقعات الصحافة لمعرفة ما إذا كان فيلم “ميغالوبوليس” وصية متقنة أو عملاً بطيئاً غير متناسب. ونشرت وسائل الإعلام أخيراً شهادات من أعضاء فريق الإنتاج تَصِف جلسات التصوير بأنها فوضوية.

ولم يتولَّ صاحب ثلاثية “ذي غادفاذر” (“العرّاب”) إخراج أي فيلم روائي منذ “تويكست” عام 2011، إذ كان على ما يبدو منهمكاً في شغفه الآخر، وهو النبيذ، وهو الذي يملك عدداً من الكروم.

وهو طبعاً كان منشغلاً بالإعداد لهذا المشروع الذي أهداه لزوجته إليانور التي تزوجها قبل 60 عاماً وتوفيت في 12 أبريل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق