من جديد عاد سهم «جيم ستوب» إلى واجهة «وول ستريت» بعد ارتفاع حاد ومفاجئ خلال تعاملات الإثنين، تجاوز الـ100%، لتتبادر إلى الأذهان موجة الارتفاعات الجنونية بنسبة تفوق 1600% بين 31 ديسمبر/كانون الأول 2020 إلى 29 يناير/كانون الثاني 2021.

الأمر الذي يفتح الباب على مصراعيه لتكهنات وتنبؤات محللي ومستثمري الأسواق الأمريكية، مع استعداد مستثمري التجزئة لإطلاق العنان لموجة جديدة من "هوس أسهم الميم".

قفزة الـ100% في 13 مايو 2024

سهم "جيم ستوب" المدرج في بورصة نيويورك تحت رمز (GME) قفز بنسبة 99.70% إلى 34.87 دولار في تمام الساعة 14.05 بتوقيت غرينتش، بعدما وصل إلى 38.16 دولار عند مرحلة ما، ليستقر بعد ذلك في نطاق الـ37 دولاراً (مكاسب بأكثر من 110%).

لم تكن هناك أنباء رئيسية أو بيانات أو تعليقات من الممكن أن تؤثر في حركة السهم، ويأتي ارتفاعه بشكل مشابه لما حدث خلال "طفرة أسهم الميم" قبل 3 سنوات، عندما تحدى مستثمرو التجزئة صناديق التحوط التي راهنت ضد سهم "جيم ستوب".

سعر الـ37 دولاراً هو الأعلى لسهم GameStop خلال يوم تداول منذ أغسطس/ آب 2022، وأكبر مكسب للسهم في يوم واحد منذ يناير/ كانون الثاني 2021، على الرغم من توقيف السهم عدة مرات خلال الساعة الأولى من التداول.

ولا يزال السهم بعيدًا كل البعد عن مكاسبه البالغة 135% المسجلة في جلسة 27 يناير/كانون الثاني 2021 في ذروة هوس أسهم الميم، عندما تم تداول GameStop بسعر 100 دولار للسهم تقريبًا.

سهم GameStop هو الآن أقل 70% عن ذروته في عام 2021، لكن السهم لا يزال أعلى بشكل كبير من سعره دون 1 دولار في معظم عامي 2019 و2020، وقد حقق انتصارًا استعصى على أسهم الميمات الأخرى مثل Bed Bath & Beyond، التي أفلست في الربيع الماضي، وشركة AMC Entertainment، التي تواجه شائعات إفلاس، إذ يقل سهمها بنسبة 99% عن أعلى مستوى له في عام 2021، كما أورد موقع "فوربس".

ساعدت زيادة السهم GameStop في ترتيب دفاترها، مع 1.2 مليار دولار نقدًا وما يعادلها و603 ملايين دولار من الديون في الربع الأخير، وهذا وضع أفضل بكثير من 587 مليون دولار نقدًا و1.2 مليار دولار من الديون المُسجلة عند نهاية عام 2020.

لكن بقية بيان دخل GameStop يُظهر القليل من الأدلة المساندة لهذا النوع من الارتفاع المستمر للسهم، إذ كانت إيرادات شركة الألعاب البالغة 5.3 مليار دولار وصافي أرباحها البالغ 17 مليون دولار العام الماضي أقل بكثير من إيراداتها البالغة 9 مليارات دولار، وأرباحها البالغة 354 مليون دولار المُسجلة قبل عقد من الزمن.

ومع ذلك، فإن سهم GameStop يُتداول أعلى بنحو ثلاث مرات مما كان عليه قبل عقد من الزمن.

قد يقول المشككون إنه غير مستدام لأن السوق دائمًا ما تلحق بالقيمة المتأصلة للشركة، في حين أن قاعدة المستثمرين بالتجزئة التي تدعم GameStop قد تجادل بأنه دليل على أن السهم يستحق ببساطة ما يرغب الناس في دفعه.

السبب تغريدة «كاريكاتير»

لكن المكاسب الأخيرة تأتي بعدما عاد حساب "رورينج كيتي" على منصة "إكس" للتغريد مجددًا، وذلك لأول مرة منذ صيف 2021، وهو أحد أبرز قادة مجتمع مستثمري التجزئة خلال "طفرة أسهم الميم".

وفي تغريدته الأخيرة، نشر رسمة يدوية لشخص يبدو أنه يلعب لعبة فيديو، وهو ما يفسر ربما على أنها إشارة جديدة للرهان على صعود سهم "جيم ستوب".

وعلى الرغم من أن التغريدة لا تتضمن أي نص أو سياق، احتفل أصدقاء جيل في مجتمعات مستثمري التجزئة عبر الإنترنت مثل "WallStreetBets" على منصة Reddit بعودته إلى أعين الجمهور، وجمعت المنشورات على ريديت عشرات الآلاف من الإعجابات.

مليار دولار خسائر رهان البيع على المكشوف

تسبب الارتفاع الحاد والمفاجئ لسهم شركة "جيم ستوب" خلال تعاملات الإثنين، في خسائر قدرها مليار دولار للمتداولين الذين راهنوا ضده عبر خاصية البيع على المكشوف.

وقالت شركة البيانات "إس ثري بارتنرز" إنه بعد ساعة واحدة فقط من بدء جلسة اليوم، عندما ارتفع سهم الشركة بنسبة 110%، عانت صناديق التحوط التي باعته على المكشوف من خسارة غير محققة بعد بقيمة 1.02 مليار دولار.

وقال "إيهور دوسانيوسكي"، المدير الإداري للتحليلات التنبؤية في "إس ثري": "نتوقع تغطية الحسابات المكشوفة المتعلقة بهذا السهم، حيث كان لديه بالفعل درجة ضغط 100 من 100 قبل بدء تداولات اليوم".

وحاليًا، تضم المراكز المكشوفة لبيع سهم "جيم ستوب" أكثر من 24% من جميع أسهم الشركة المتاحة للتداول بحرية، وفقًا لبيانات "فاكت ست".

عودة محتملة لـ«أسهم الميم»

وتشهد أسهم "الميم" انتعاشًا كبيرًا خصوصًا بعد أن أنهى سوق الأسهم الربع الأول من 2024 على ارتفاعات كبيرة.

ورغم أن جنون أسهم الميم لم يصل تمامًا إلى نفس الحدة التي سبق أن وصل إليها عام 2021، عندما قفزت أسهم "GameStop" لألعاب الفيديو و"AMC" القابضة للعروض المسرحية والسينمائية، إلى آفاق جديدة، إلا أن تلك الأسهم مازالت تتركز في أيدي حفنة من الشخصيات البارزة في "وول ستريت".

وأسهم الميم هو مصطلح يطلق على الأسهم التي تلقى إقبالا من قبل الشباب وصغار المستثمرين وتتسم بطفرات سعرية عالية، اتجاهها الصعودي في السوق في مؤشر على أن الإقبال على تلك الأسهم لم يصل إلى ذروته بعد.

وهناك 3 معايير رئيسة لتقييم ما إذا كان السهم ينتمي إلى فئة الميم أم لا:

- المؤشر الأول بحسب "Interactive Brokers" "الحماسة"، وهي: "أن تكون متحمسًا بشأن سهم ما هو شيء، وأن تكون متحمسًا للغاية بشأنه يعتبر شيئًا آخر".

- المعيار الثاني فهو تجاهل الأساسيات، إذ يبحث المستثمرون بشكل تقليدي وفطري، عن الفرص التي توفر عائدًا ماليًا على مدى زمني طويل الأجل، خاصة تلك التي يمكن أن تتفوق على أداء السوق خلال نفس الفترة الزمنية.

-الثالث، ويتمثل في أن مستثمري أسهم الميم لديهم أفق زمني أقصر بكثير في الحسبان، حيث يتطلعون إلى قلب أصول المضاربة بسرعة إذا ارتفع السعر لتحقيق ربح كبير.

aXA6IDJhMDE6NGZmOmYwOjIyY2E6OjEg

جزيرة ام اند امز