خاص .. حكاية مغربي أغرب من الخيال، قصص معاناة بمعتقلات سوريا والعراق - اقرأ 24

أخبارنا 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
خاص .. حكاية مغربي أغرب من الخيال، قصص معاناة بمعتقلات سوريا والعراق - اقرأ 24, اليوم الثلاثاء 30 أبريل 2024 09:44 مساءً

أخبارنا المغربية - محمد اسليم 

يحكي محمد ذو الـ52 عاما لأخبارنا المغربية، قصة حياته الغريبة والعجيبة والمليئة بالمعاناة والألم والحسرة على ماضاع... فمحمد والمنحدر من إقليم الراشيدية، هاجر رفقة والديه وإخوانه بداية الى العراق، سنة 1981 وهو طفل ابن 10 سنوات فقط، وهناك عمل والداه في مجال الزراعة التي يتقنانها الى جانب مجموعة من الأسر المغربية بحسب إتفاقية مبرمة حينها بين حكومة المغرب والحكومة العراقية يؤكد محمد، وبوصوله رفقة أسرته اشتد وطيس الحرب العراقية الإيرانية التي اندلعت سنة 1980 واستمرت لسنوات طويلة الى حدود 1988، وكلفت الطرفين خسائر بشرية واقتصادية ثقيلة، بحيث تجاوز عدد القتلى نصف مليون جندي عراقي وإيراني، مع عدد مماثل من المدنيين وربما اكبر .. تلتها بعد سنتين فقط أي في غشت 1990 حرب تحرير دولة الكويت أو حرب الخليج الثانية، ما دفع كثيرا من الأسر المغربية التي كانت تقيم وتعمل الى جانب أسرة محمد للعودة إلى المغرب، في حين واصلت أسرة محمد الإقامة في العراق صامدة حتى نهاية سنة 2002، أي بعد الاجتياح الاميركي للعراق للعودة بدورها الى وطنها المغرب، ليواصل محمد الذي كان حينها شابا في الـ21 سنة من عمره في الإقامة بمفرده إلى أن قامت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية باحتلال العراق  بداية عام 2003، ليتم إعتقاله من قبل ميليشيات المعارضة العراقية الشيعية المسلحة التي دخلت مع قوات التحالف الدولي وذلك بسبب جنسيته ومعتقده الديني السني..

ولعدة أشهر - يروي محمد - تعرض خلالها في معتقله إلى كافة أنواع التعذيب من سب وشتم واعتداء جسدي وتعذيب نفسي إلى أن قامت القوات الأمريكية بالتحقيق معه في مديرية شرطة مدينة النعمانية بمحافظة واسط ليتم اطلاق سراحه لعدم ثبوت أي شيء ضده ولعدم وجود ما يدينه. ليعود إلى البيت الذي كان يعيش فيه رفقة اسرته والذي تعود ملكيته لوالده، الا ان صدمته كانت عظيمة، بعد ان وجده وكل ما فيه من ممتلكات قد تم السطو عليها من قبل المليشيات الشيعية المسلحة، والتي سيطرت أيضاً على الأراضي الزراعية التي كانت أسرته تستغلها بموجب الاتفاقية الثنائية بين البلدين، بل وقاموا أيضاً بتهديده بالقتل إن لم يغادر مدينة الكوت في محافظة واسط، لكونه مسلما سنيا... توجه بعدها محمد إلى السفارة المغربية في بغداد، والتي لم يكن فيها حينها بسبب ظروف الحرب سوى موظف وحارس أمن، ليجد نفسه مضطرا للعمل في أي شيء وكل شيء  ليعيش، متنقلا بين العديد من المهن البسيطة...

وفي سنة 2007 سافر محمد الى سوريا هربا من جحيم العراق، وكله أمل أن تستقر الأوضاع من جديد ليعود بعدها ويطالب  بكل حقوقه وحقوق أسرته وممتلكاتها المنهوبة، لكن الأقدار كانت لها كلمتها الفصل، فقد عمت الفوضى واشتعلت نيران الحرب في سوريا كذلك بعد وصوله هناك بسنوات قليلة وبالضبط بداية العام 2011.. علما أن محمد عمل كتاجر بسيط للألبسة بين مدينة أنطاكيا التركية وبين مدينة دمشق، وحين تدهورت الأوضاع أكثر وأغلقت الحدود،  عمل في أحد مطاعم دمشق الى أن تم إعتقاله مرة ثانية سنة 2013 من قبل قوات الفرقة الرابعة التابعة للجيش السوري، والسبب يؤكد محمد هو كونه أجنبيا الى جانب كونه سنيا...

 إعتقال محمد - يحكي هو نفسه - دام هذه المرة أكثر من 10 أشهر، تعرض خلالها إلى شتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي والى الحبس الانفرادي والتعليق والضرب والصعق بالكهرباء والتجويع، وكان يتم نقله من معتقل إلى آخر حيث شهد الكثير من عمليات التعذيب والعديد من حالات وفاة معتقلين سوريين، خاصة في معتقل فرع الخطيب ومعتقل مطار المزة العسكري ومعتقل فرع فلسطين، وفي المخابرات العامة حتى تم نقله بعد ذلك إلى مقر لايداع الموقوفين العرب والأجانب بمنطقة باب مصلى بدمشق، بغرض تسفيرهم كل الى بلده حيث إلتقى أحد موظفي الأمم المتحدة الذين كانوا يأتون كل أسبوعين تقريباً للإطمئنان على بعض الموقوفين في ذلك المقر وتقديم بعض المساعدة لهم ممن لديهم وثائق او طلبات لجوء. فطلب منه أن يقوم بالاتصال بالسفارة المغربية في دمشق وإبلاغها بوجوده هناك. وفعلا وبعد ايام قليلة زاره أحد موظفي السفارة المغربية وساعده بحجز تذكرة طيران وبإطلاق سراحه، وبعد أن قضى عدة أيام في مستشفى المجتهد بدمشق، أوصله موظف السفارة بنفسه برا الى مطار بيروت بلبنان، حيث استقل الطائرة الى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء... 

ما عاشه محمد من انتهاكات بالعراق وسوريا أزم وضعه الصحي، ما اجبره على الخضوع لمتابعة طبية لشهور طويلة على نفقة أسرته بالراشيدية ثم بالعديد من المستشفيات والمصحات بمدن عديدة، علما ان والده توفي في فترة اعتقاله في حين تدهورت صحة والدته كثيرا بعد إصابتها بمرضي السكري والزهايمر.. وضع محمد تحسن في النهاية لكن آثار التعذيب بقيت بارزة على جسمه، كما أنه بات يتحرك باستعمال عكاز...

محمد راسل العديد من الجهات ومن المسؤولين المغاربة طالبا دعمهم لاسترجاع ولو جزء من حقوقه وممتلكاته التي سلبت منه بالعراق... ومطالبا بالتعويض شأنه شأن العديد من الاجانب ضحايا حرب الخليج الثانية.. فهل ستتحرك الجهات المسؤولة لمواكبته ودعمه في مسار دفاعه عن حقوقه وحقوق أسرته؟ ذلك ما نتمناه..

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق