خبراء: منظومة متكاملة تدفع بنمو السياحة في دبي إلى آفاق جديدة

الامارات اليوم 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال مسؤولون في قطاعي السياحة والسفر والضيافة، إن دبي تتبع نهجاً متعدد المحاور ضمن منظومة عمل متكاملة، للدفع بنمو قطاع السياحة إلى آفاق جديدة، لافتين إلى مواصلتها تنويع منتجها السياحي، وتطوير بنيتها التحتية عالمية المستوى، في إطار سعيها إلى استقطاب حصص أكبر من حركة السياحة العالمية خلال السنوات المقبلة، فضلاً عن منظومة عمل متكاملة، دفعت بنمو السياحة في دبي إلى آفاق جديدة.

وأوضحوا أن الإمارة حققت مكاسب قوية في سياحة الأعمال والمؤتمرات، فضلاً عن «سياحة الترفيه العائلي»، إلى جانب تحول الإمارة إلى مركز مال وأعمال عالمي، بعد أن أضحت مقراً لكبرى الشركات الدولية في المنطقة، وإتاحتها لمنشآت فندقية ومرافق مجهزة ومخصصة لتلبية مختلف متطلبات وميزانيات منظمي المعارض والمؤتمرات، إضافة إلى كفاءة الربط الجوي.

وأشاروا إلى أن دبي خطت بشكل متسارع نحو السياحة المتخصصة والسياحة العلاجية، حيث يزور الإمارة أكثر من نصف مليون سائح، بغرض العلاج سنوياً، لافتين كذلك إلى الأحداث والبطولات الرياضية التي تحولت خلال السنوات الماضية إلى إحدى الركائز الأساسية التي تسهم في نمو قطاع السياحة في دبي. ورأوا أن الاستثمار في التكنولوجيا المتطورة، سيضمن بقاء دبي في طليعة الابتكار في ما يتعلق بالعروض السياحية، مؤكدين أن دبي تتبنى نموذجاً عالمياً وفريداً لمدن المستقبل.

وكان مسؤولون في قطاع الضيافة والسياحة والسفر، أكدوا لـ«الإمارات اليوم» في الجزء الأول من التقرير، أن الإمارة بلغت آفاقاً جديدة من النمو، وتواصل تحقيق معدلات نمو تتماشى مع مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية (D33)، مشيرين إلى أن النجاح المتواصل، يعزز ثقة الزوار وشغفهم.

منظومة متكاملة

وتفصيلاً، قال الرئيس التنفيذي لـ«شركة الريّس للسفريات - مجموعة الريّس»، محمد جاسم الريس، إن «القطاع السياحي في دبي استطاع خلال العقود الأخيرة أن يحقق مستويات أداء استثنائية مع حرص الإمارة باستمرار على العمل على تنويع منتجها السياحي، بما يلائم مختلف متطلبات الزوار، بالتوازي مع تطوير بنيتها التحتية عالمية المستوى»، مشيراً إلى منظومة عمل متكاملة، دفعت بنمو السياحة في دبي إلى آفاق جديدة.

وأضاف: «طوّرت دبي منتجاً سياحياً فريداً من نوعه ومتكاملاً في الوقت نفسه، نجح في كسب ثقة زوارها من مختلف الأسواق حول العالم، وفضلاً عن الرواج الكبير لسياحة الترفيه والعائلات، فقد حققت الإمارة مكاسب قوية في سياحة الأعمال والمؤتمرات، لما تمتلكه من إمكانات استثنائية، جعلتها ملتقى عالمياً للفعاليات الضخمة، خصوصاً بعد نجاحها في استضافة أكبر حدث عالمي في ظل أزمة كورونا، وهو (إكسبو 2020 دبي)». وتابع: «تشكل سياحة الترفيه العائلي الجزء الأكبر من تدفقات السياحة الدولية على مدار العام، وخلال موسم المؤتمرات شتاءً، ترتفع نسبة إسهام سياحة الأعمال والمؤتمرات إلى مستويات كبيرة من إجمالي الطلب السياحي على الإمارة التي أصبحت محط أنظار العالم، ومركز مال وأعمال عالمياً، كما أضحت مقراً لكبرى الشركات الدولية في المنطقة، إضافة إلى موقعها وقربها من المراكز الاقتصادية الرئيسة، وإتاحتها لمنشآت فندقية ومرافق مجهزة ومخصصة لتلبية مختلف متطلبات وميزانيات منظمي المعارض والمؤتمرات، إلى جانب كفاءة الربط الجوي، واحتضان الإمارة لأكبر مطار للمسافرين الدوليين في العالم».

وأكد أن «دبي تعمل بشكل متناسق ومتكامل، لتطوير مختلف القطاعات السياحية»، لافتاً إلى أن نهج دبي المتكامل لتوفير باقات ومنتجات تلبي مختلف متطلبات زوار الإمارة، أسهم في رفع معدلات التدفق السياحي إلى الإمارة بنسب كبيرة خلال السنوات الماضية.

وقال: «فضلاً عن سياحة الترفيه والأعمال، فقد خطت دبي خطوات متسارعة نحو السياحة العلاجية التي لاقت إقبالاً كبيراً»، موضحاً أن مستويات الإقبال على السياحة العلاجية، عكست بشكل كبير تميّز البنية التحتية لقطاع الرعاية الصحية بمراكزه المتطورة وكوادره وطواقمه المتخصصة.وتابع: «وفقاً لبيانات هيئة الصحة بدبي، يزور الإمارة أكثر من نصف مليون سائح، بغرض العلاج سنوياً».

وأضاف أن «دبي واصلت ترسيخ مكانتها وجهةً سياحيةً مفضلةً على مختلف الصعد»، مشيراً إلى الأحداث والبطولات الرياضية التي تحولت خلال السنوات الماضية إلى إحدى الركائز الأساسية التي تسهم في نمو قطاع السياحة في دبي، مع نجاح المدينة باستضافة أبرز الأحداث الرياضية العالمية.

السياحة المتخصصة

من جانبه، قال نائب الرئيس الأول للعمليات، فنادق ومنتجعات «دوسِت»، براتيك كومار: إن «تركيز دبي على السياحة المتخصصة، يتوافق مع سمعة المدينة الراسخة في ما يتعلق بالعروض الفاخرة، إلى جانب الابتكارات المستمرة في مناطق الجذب، بما يضمن مكانتها البارزة في السياحة العالمية».

وأضاف: «تهدف دبي إلى ترسيخ مكانتها مركزاً تجارياً رئيساً يتناغم مع بنيتها التحتية المتقدمة، وبيئة الأعمال المواتية التي تمتاز بها، ما يجذب الشركات الدولية، ويعزز التوسع الاقتصادي».

وتابع: «حققت دبي في السنوات الأخيرة، خصوصاً في أعقاب الجائحة، تطورات ملحوظة، وعززت مكانتها مركزاً سياحياً عالمياً ديناميكياً. وتشمل أبرز النقاط استجابتها السريعة للتعامل مع الجائحة، والتي تميّزت بإعادة فتح الحدود مبكراً، وتنفيذ تدابير صارمة للصحة والسلامة»، لافتاً إلى أن استضافة «إكسبو 2020 دبي» كان بمثابة لحظة محورية، حيث سلّطت الضوء على براعتها المبتكرة، ووسّعت نطاق جاذبيتها لجمهور دولي متنوع، في وقت تواصل فيه المدينة تعزيز عروضها السياحية.

وأشار إلى مبادرات دبي الاستراتيجية، بما في ذلك التسهيلات التي اعتُمدت في ما يتعلق بالتأشيرات، لجذب الزوار على المدى الطويل، والحملات التسويقية التي تستهدف شرائح سياحية محددة، التي أسهمت في تعزيز جاذبيتها العالمية.

وقال: إن «الاستثمارات في البنية التحتية، والتي تجسّدها التحسينات المستمرة في مطار دبي الدولي، تعزز مكانتها مركز طيران رئيساً، كما تتجلى النتائج الملموسة لهذه الجهود في الزيادة الكبيرة في أعداد السياح الوافدين بعد الجائحة، التي تجاوزت في 2023 مستويات ما قبل الجائحة. ويؤكد الاعتراف المستمر بدبي في مؤشرات القدرة التنافسية السياحية العالمية، جاذبيتها الدائمة، في حين يسهم انتعاش السياحة بشكل كبير في تعزيز النمو الاقتصادي الشامل للمدينة».

وتابع كومار: «الاتجاهات المتوقعة تحضّرنا لارتفاع مستمر في أعداد السياح، ما يعزز بالتالي مكانة المدينة لاعباً رئيساً في صناعة السياحة»، مشيراً إلى التزام المدينة بالممارسات الصديقة للبيئة، ومبادرات السياحة المسؤولة، وهو ما ينسجم مع الميل المتزايد نحو السفر المستدام بين الأشخاص المهتمين بالبيئة.

ورأى أن الاستثمار في التكنولوجيا المتطورة، سيضمن بقاء دبي في طليعة الابتكار في ما يتعلق بالعروض السياحية، لافتاً كذلك إلى قطاع المطاعم وتجارب الطعام المزدهر في دبي، الذي يضم مؤسسات حائزة جوائز مثل «ميشلان» و«غولت» و«ميلو»، التي تندرج في قائمة أفضل 100 شركة في العالم، وهو أمر سيزيد من جاذبية دبي في أعين عشاق فنون الطهي في جميع أنحاء العالم.

وأكد أنه من خلال الاستفادة من موقعها الاستراتيجي، وتواصلها القوي مع العالم، تستعد دبي لتعزيز مكانتها مركزاً سياحياً إقليمياً، وجذب الزوار من الأسواق المجاورة، وتعزيز جاذبيتها الشاملة للجمهور العالمي.

نموذج مدن المستقبل

في سياق متصل، قال الرئيس التنفيذي لـ«مجموعة تايم للفنادق»، محمد عوض الله: إن «دبي تواصل ترسيخ مكانتها وجهةً سياحيةً مفضلةً على المستويين الإقليمي والدولي، بما تمتلكه من مقومات وعناصر جذب تميّزها عن باقي مدن العالم، مدعومة ببنية تحتية حديثة، ومرافق سياحية مصممة وفق أعلى المعايير الدولية، مع تبنيها نموذجاً عالمياً لمدن المستقبل، واتباعها نهجاً قائماً على الابتكار، مع جذب الاستثمار الأجنبي والخبرات، لتحفيز النمو».

وأضاف: «هناك عوامل تشير إلى هذا المسار الإيجابي للسياحة والسفر في دبي خلال السنوات المقبلة، وأحدها هو الأداء العام للقطاع السياحي، حيث إن صناعة السياحة في دبي تلعب دوراً مهماً في اقتصادها، وذلك يشير إلى دورها الحيوي في الإطار الاقتصادي الشامل للإمارة»، مشيراً إلى أن دبي تحتل مراكز متقدمة عالمياً في مختلف المؤشرات المرتبطة بأداء السياحة بما في ذلك مستويات الطلب، والعائدات، وحجم الإنفاق على السياحة، ومعدلات التدفق السياحي من الأسواق الخارجية.

وتابع: «أظهر قطاع السياحة في دبي نمواً ملحوظاً في عدد وجودة وتنوع العروض، حيث توسعت لتشمل تجارب سياحية ثقافية، والمغامرات، فضلاً عن السياحة البحرية، والتجارب الفاخرة والتسوق المعروفة بها، بينما تسلّط هذه التوسعات الضوء على التنوع الاستراتيجي لعروض السياحة في دبي، لتمتد جاذبيتها إلى جمهور أكبر من السياح، ليضيف ذلك إلى مكانتها مركزاً سياحياً شاملاً».

وأكد أن «الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية، مثل زيادة قدرات المطارات، وتطوير وسائل النقل، أمر أساسي لدعم العدد المتزايد من الزوار، وتيسير العمليات التجارية الفعّالة».

وقال: «جميع تلك العوامل تمثّل نهجاً استراتيجياً شاملاً متعدد الجوانب اتبعته السلطات، ما يتضمن خططاً لتطوير البنية التحتية، وتنويع القطاعات. ومن المرجح أن تسهم هذه الجهود في استمرارية أو تعجيل نمو الإمارة، وهو ما يعزز مكانتها وجهةً عالميةً رائدةً للسياحة والأعمال».

نهج الابتكار

في السياق نفسه، قال الرئيس التنفيذي لفنادق «كارلتون»، حسني عبدالهادي: إن «تطوير مختلف قطاعات السياحة في دبي، يأتي بالتوازي مع اعتماد نهج قائم على الابتكار، وفي الوقت نفسه إطلاق مبادرات ومشروعات استراتيجية، لتسريع وتيرة النمو في القطاع السياحي، بما في ذلك (خطة دبي الحضرية 2040)، واعتماد المخطط الجديد لمشروع تطوير (نخلة جبل علي)، فضلاً عن الإعلان عن تصاميم مطار آل مكتوم الدولي، الأكبر في العالم بكُلفة 128 مليار درهم بطاقة استيعابية نهائية تصل إلى 260 مليون مسافر».

وأضاف: «دبي تتبنى نموذجاً فريداً لمدن المستقبل، وتحتل مراكز متقدمة في مؤشرات مختلفة تدل على جاذبيتها العالمية، وقدراتها التنافسية في استقطاب الكوادر البشرية والزوار، ورؤوس الأموال والشركات من حول العالم، إضافة إلى تصدرها لاستضافة المعارض والمؤتمرات الدولية، واستقطاب الزوار والسياح، وارتفاع أعداد المسافرين عبر مطاراتها إلى جميع أنحاء العالم».

وأكد أن «دبي تواصل العمل على الارتقاء بالخدمات الفريدة التي تقدمها للزوار، بدءاً من وصولهم إلى مطارها الدولي، وحتى اللحظة الأخيرة من قضائهم لعطلاتهم في الإمارة، أي خلال جميع مراحل السفر والزيارة».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق