أروقة الأمن الوطني تستقبل المغاربة .. الشرطة العلمية و"مسرح الجريمة"

هسبريس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بفضاء المعارض على الطريق الوطنية بمدينة أكادير تستمر فعاليات الدورة الخامسة لـ”الأبواب المفتوحة للأمن الوطني”، على مدار خمسة أيام، تحت شعار “الأمن الوطني.. مواطنة ومسؤولية وتضامن”. وقد فتحت، ابتداءً من اليوم الجمعة، جميع الأروقة والأجنحة ذراعيْها للعموم، بالمجان، خلال الفترة الممتدة من 17 إلى 21 ماي الجاري.

سعيُ المديرية العامة للأمن الوطني، من خلال تنظيم هذه التظاهرة، لا يحتاج إلى تدليل على أهمية “تقديم تجربة مميزة لعموم المواطنات والمواطنين بشكل يسمح بالاستماع لانتظاراتهم من مرافق الشرطة، والتواصل المباشر معهم لتعزيز إحساسهم بالأمن وتدعيم ثقتهم في مؤسستهم الأمنية، تنفيذا للرؤية السامية للملك محمد السادس، التي تجعل المواطن في صلب اهتمامات مسار تطوير منظومة الخدمات العمومية ومناط وجود المرفق العام”.

الشرطة العلمية والتقنية.. “ضيف الشرف الرئيسي”

من أبرز ما يميز دورة هذه السنة تخصيصُ المديرية العامة للأمن الوطني ضمن فضاء الأبواب المفتوحة “رواقاً مركزيا متكاملا، يتضمن رؤية شاملة حول منظومة الشرطة العلمية والتقنية التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني، انطلاقا من التدخل للتعامل مع مسرح الجريمة”.

زائر الأبواب المفتوحة لا تخطئ عينُه “أروقة تتضمن شروحات مستفيضة مدعومة بعروض محاكاة حيّة لعمل مصالح المختبر الوطني للشرطة العلمية والتقنية، من قبيل فحص السموم ومعالجة البصمات والخبرات الجينية وتحليل الآثار الرقمية واستغلالها”.

وأوضحت معطيات توصلت بها هسبريس أن “هذا الفضاء يعكس التطور الذي وصلت إليه الشرطة العلمية والتقنية التابعة للأمن الوطني، التي تحمل منذ 2017 “شهادة الجودة ISO 17025 عن مُجمل أنشطتها في مجال الخبرات العلمية والتقنية”، مضيفة أنه “ينقسم إلى جناح مركزي يتوسطه رواق الشرطة العلمية والتقنية، ورواق محاكاة لمسرح جريمة يسمح بتعريف الزوار بتقنيات وضوابط وأخلاقيات التعامل مع مسرح الجريمة، من خلال عروض تبرز استعمالات الوسائل التقنية الحديثة في استخلاص الأدلة والقرائن العلمية، وحفظها وفق ضوابط مهنية صارمة تراعي المعايير الدولية المعمول بها”.

أروقة موضوعاتية بمحيط “مسرح الجريمة”

بالانتقال إلى محيط “مسرح الجريمة” تنتصب “أروقة موضوعاتية” تعرّف بمختلف تخصصات الشرطة العلمية والتقنية، خاصة “ورشة استظهار البصمات اليدوية الكامنة، التي تنقل الزوار لاستكشاف خبايا التعامل مع البصمات اليدوية الكامنة واستعمالاتها في تحديد هويات الأشخاص بشكل سريع ودقيق وآمن، من خلال مطابقتها مع قاعدة المعطيات الديموغرافية التي تتوفر عليها مصالح الأمن الوطني، وتعتبر الأكبر والأكثر شمولية بالمغرب”.

كما يستعرض “رواق الصور التقريبية”، عبر نخبة من رسامي الصور التقريبية العاملين بالأمن الوطني، وهم من خريجي معاهد الفنون الجميلة، لمحة حول تقنيات رسم الصور التقريبية للأشخاص انطلاقا من معطيات تعريفية نظرية وأوصاف عامة، عبر استعمال أحدث تقنيات التعامل مع الرسومات ومعالجتها.

أما “رواق التشخيص الأوتوماتيكي” فيعرف زوار أيام الأبواب المفتوحة على “استعمالات منظومة AFIS للتعريف الإلكتروني، التي تتوفر عليها المديرية العامة للأمن الوطني، وهي عبارة عن نظام معلوماتي جد متطور يعمل على معالجة المعطيات البيومترية واستعمالها في تحديد هويات الأشخاص بالبصمات وسمات الوجه”، فضلا عن “رواق البيولوجيا” المتضمن لـ”تكنولوجيات متطورة تمكن مصالح الأمن الوطني من استخلاص الحمض النووي وتشخيص البصمة الوراثية خلال 90 دقيقة، وهو الزمن الذي يطابق المعيار العالمي المعتمد”.

ولا تخلو مستجدات الدورة من “رواق مصلحة الخبرة على الأسلحة والذخيرة” عبر “آليات إخضاع الأسلحة النارية لاختبار المقذوفات ومطابقتها مع قاعدة البيانات IBIS، التي تتضمن جميع الأسلحة النارية وأسلحة الصيد المرخصة على الصعيد الوطني، فضلا عن إمكانية تنقيط هذه الأسلحة في “قاعدة بيانات الإنتربول للأسلحة المسروقة . “I-ARMS

“رواق المخدرات وعلم السموم” رواق آخر يكشف “آليات عمل مصالح الشرطة العلمية والتقنية وإخضاع عينات المخدرات المحجوزة لخبرات دقيقة تحدد أولا طبيعتها والمواد التي تركب منها”، مع “القدرة على التعامل مع أنواع متعددة من المخدرات الطبيعية والمستخلصات الكيميائية”. كما يعرض هذا الرواق “كيفية تحليل السموم وتحديد طبيعتها ومصدرها”.

كما سيكون الزوار على موعد مع “رواق تحليل الآثار الرقمية”، الذي يتضمن “أحدَثَ التقنيات والحلول المعلوماتية، التي تتوفر عليها مصالح الأمن الوطني، والموجهة لاستخلاص المعطيات الرقمية من دعامات التخزين والمعدات المعلوماتية واستغلالها في الأبحاث القضائية”.
وغير بعيد ينتصب “رواق الخبرة على المستندات والوثائق”، الذي يقدم “نبذة عن الخبرة الشرعية المنجزة على مختلف الوثائق الإدارية والأوراق المالية الوطنية والأجنبية وتنقيطها على مستوى قاعدة البيانات الخاصة بالإنتربول”.

شروح وعروض مهنية

وإلى جانب الفضاء المركزي تبسط أروقة المعرض، حسب مصالح “DGSN”، “شروحاً مستفيضة حول مسار التوظيف في أسلاك الأمن الوطني وتدبير الحياة المهنية لموظفات وموظفي الشرطة”، علاوة على “عروض تفاعلية حول فرق المحافظة على النظام وشرطة السير والجولان وفرق الخيالة والكلاب المدربة للشرطة ومجموعات النخبة من القوات الخاصة التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني”.

كما تنتصب أيضا “فضاءات تعلم قواعد السلامة المرورية ومبادئ حقوق الإنسان وأخلاقيات المهنة الشرطية وأبجديات الاستعمال السليم لتكنولوجيات التواصل الحديثة”، فضلا عن “عرض يصل الماضي بالحاضر ويعود بنا إلى تاريخ الأمن الوطني كمؤسسة وطنية ومواطنة”.

وإلى جانب الأروقة الموضوعاتية تتضمن “الأبواب المفتوحة” فضاءات مخصصة للعروض المهنية التي ستقدمها على مدار أيام التظاهرة فرقة القوات الخاصة وفرق خيّالة الأمن الوطني، فضلا عن عروض فرق الكلاب المدربة للشرطة بهدف “إبراز الجاهزية والحرفية في التعامل مع جميع التهديدات الأمنية، والقدرة على استعمال أحدث التقنيات والتكنولوجيات في العمل الشرطي الميداني”.

فضاءات مندمجة

في المجمل، فإن زائر “الأبواب المفتوحة” للأمن الوطني يستمتع بتجربة فريدة من خلال “فضاء واحد مندمج”، تسمح من خلاله المديرية العامة بالتعرف على مختلف “الفرق والوحدات الخاصة التابعة لقطب المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني”، وأبرزها “القوة الخاصة التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني”، و”المجموعات المتنقلة للمحافظة على النظام”، فضلا عن “فرق مكافحة المتفجرات”.

كما يضمن الفضاء المندمج حضور “مصلحة مكافحة التهديدات النووية والبيولوجية والكيميائية والمواد الإشعاعية”، مع “رواق الفرقة المركزية للتدخل “BCI، وكذا “رواق الشرطة السينوتقنية”، زيادة على “رواق شرطة الخيالة”.

وفضلا عن “رواق التوظيف والتكوين”، الذي يقرّب المواطنين من جديد مهن الشرطة والأمن بالمغرب، لم تُغفل المديرية تخصيص جناح لـ”مكافحة الجريمة السيبرانية”، وكذا رواق خاص بـ”قاعات القيادة والتنسيق في حلتها الجديدة”، إلى جانب “رواق الهوية الرقمية”.

تطبيق معلوماتي

وفي إطار تكريس السياسة التواصلية للمديرية العامة للأمن الوطني، تم على هامش هذا الحدث إطلاق التطبيق المعلوماتي “JPO POLICE” الخاص بالأبواب المفتوحة للأمن الوطني بمدينة أكادير، وهو تطبيق مجاني تم تطويره من قبل خبراء المديرية العامة للأمن الوطني لمواكبة الدورة الخامسة، ووضعه رهن إشارة العموم، ويمكن تحميله على الهواتف المحمولة واللوحات الإلكترونية التي تعمل بنظام التشغيل “أندرويد”.
والتطبيقُ “دعامة تواصلية تستعرض جميع الأنشطة المبرمجة بمناسبة هذه التظاهرة المواطنة ذات الأبعاد التواصلية”، ويتضمن متابعة حية لمختلف فعاليات الدورة السنوية الخامسة للأبواب المفتوحة للأمن الوطني.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق