أفضل وسائط التخزين الخارجية بالحالة الصلبة لعام 2024

الشرق الأوسط 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نظام «ميتا» للذكاء الاصطناعي... منافس خطير لـ«تشات جي بي تي»

تحلم شركات كثيرة حول العالم بالسيطرة على مقدرات عصر الذكاء الاصطناعي، ولكن من الصعب أن يتمكن أي شخص من خلال ضغطة زر من أن يجعل خدمة الذكاء الاصطناعي الخاصة به، متاحة بشكل فوري لنسبة كبيرة من سكان العالم. إلا أن إحدى الشركات القليلة القادرة على ذلك هي «ميتا» التي تصل إلى ما يقرب من 4 مليارات شخص شهرياً عبر منصاتها «فيسبوك» و«ماسنجر» و«إنستغرام» و«واتساب».

نظام دردشة آلية

وفي أكبر مناوراتها حتى الآن لجعل تقنية الذكاء الاصطناعي جزءاً أساسياً من تطبيقاتها، قامت شركة «ميتا»، حديثاً، بإتاحة نسخة جديدة من برنامج الدردشة الآلي الخاص بها «ميتا إيه آي تشاتبوت» «Meta AI chatbot» للمستخدمين في 14 دولة.

وعلى سبيل المثال، لم تعد علامة تبويب البحث في منصة «إنستغرام» مخصصة فقط للعثور على محتوى مرتبط بمستخدمين محددين أو كلمات رئيسية أو مواقع محددة، ولكن باتت علامة تبويب البحث تُظهر الآن للمُستخدم جملة: «اسأل خدمة الذكاء الاصطناعي في ميتا عن أي شيء»، ما يجعلها مدخلاً لجلسات دردشة مفتوحة حول أي موضوع. كما يتوفر أيضاً إصدار مستقل من خدمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة مثل الإصدارات التي عادةً ما تكون موجودة داخل التطبيق، والتي تكون مجانية.

وتعد خدمة «Meta AI» الجديدة هي النسخة المطورة من «Llama 3»، وهو أحدث نموذج لغة كبير أصدرته الشركة، المنافس الهائل بكل المقاييس لتطبيق «GPT-4» الخاص بشركة «OpenAI» من الناحية التقنية، ففي تجاربي غير العلمية بالتأكيد، بدت تجربة خدمة «ميتا» الجديدة قريبة من «ChatGPT Plus» في كثير من النواحي، كما أنني لم أكن مضطراً لدفع سعر الأخير الذي يبلغ 20 دولاراً أميركياً شهرياً، فقد طلبت من الخدمة الآلية لـ«ميتا» أن تفعل كل شيء بدءاً من مساعدتي في تعديل كود في موقع «WordPress» وحتى إنشاء ألعاب مغامرات، وكنت راضياً تماماً عن النتائج.

ومثل «ChatGPT Plus»، فإن خدمة «Meta AI» تحتوي على مُنتج صور مدمج يمكنه إنتاج الصور بناءً على الطلبات النصية، والذي يُطلق عليه اسم «Imagine» أو «تخيل».

وصحيح أن هذه الخدمة لا يمكن مقارنتها بالرسومات المعقدة المذهلة التي تكون متاحة من قبل «DALL-E 3» في «ChatGPT»، ولكنها تضيف لمسة جديدة مذهلة، فأثناء كتابة أي طلب، على سبيل المثال: «تخيل دباً يرتدي رداء حمام أرجواني اللون وقبعة ونظارات شمسية يعزف على آلة الأكورديون أمام برج إيفل بينما تطفو بالونات الهواء الساخن بجواره» يقوم منتج الصور هذا بإنشاء الصورة في الوقت الفعلي، مما يتيح لك رؤية عناصرها أثناء وضعها في مكانها واحدة تلو الأخرى، حتى أن الخدمة اكتشفت بعضاً مما كنت أُدخِله وأنا في منتصف الكلمة وأعطتني ما أردت قبل أن أنتهي من طلبه.

إجابات محددة وواضحة

وبشكل عام، من المؤكد أن خدمة الذكاء الاصطناعي الجديدة الخاصة بـ«ميتا» تترك انطباعاً أولياً أفضل من خدمة «Gemini» سيئة الحظ التي أطلقتها شركة «غوغل»، التي تستمر في التهرب من الإجابة عن الأسئلة المباشرة مثل «أي جامعة التحقت بها جيل بايدن؟» من خلال اقتراح «تجربة البحث في غوغل»، فالإجابات الخاصة بـ«Meta AI» على استفساراتي كانت واضحة وفي صميم الموضوع، على عكس ردود «Gemini» التي تكون ثرثارة للغاية في بعض الأحيان.

ومع ذلك، وعلى الرغم من أنني لم أجد هذه الخدمة عرضة للهلاوس الواضحة مثل تلك التي تربك بعض خدمات الدردشة الآلية الأخرى، فإنها ارتكبت أيضاً عدداً من الأخطاء.

وبعد مرور ما يقرب من 17 شهراً على ظهور «ChatGPT» لأول مرة، لا يزال الأمر ليس بالسهل، من حيث الجودة، بالنسبة لصانعي خدمات الذكاء الاصطناعي الآخرين تقديم منتجاتها للمستهلكين أنفسهم، ولذا فإن قيام «ميتا» بذلك هو أمر مثير للإعجاب، ولكن خدمة «Meta AI» في شكلها الحالي لا تقترب من الإجابة عن سؤال بالغ الأهمية: ما الذي يمكن أن تفعله الشركة بتكنولوجيا نماذج اللغة الكبيرة الخاصة بها (نماذج تعليم عميق كبيرة جداً مُدربة مسبقاً على كميات هائلة من البيانات) والتي لا تعادل «ChatGPT»، ولكنها مفيدة بشكل فريد بطرق لا يمكن للشركات الأخرى مضاهاتها؟

إلا أن حقيقة أن «Meta AI» خدمة قد باتت متاحة الآن داخل تطبيقات «ميتا» الرئيسية لا تعني أن الشركة قد توصلت إلى أي أسباب مقنعة لوجودها هناك. وبدلاً من ذلك، فإن البرنامج الآلي يبدو مُثبتاً في التطبيق، كما لو أن وجوده يتعلق بالتبويب وليس لتحقيق المنفعة، وهو ما قد يساعد في تفسير سبب قيام عدد غير قليل من المستخدمين بمحاولة إيقاف تشغيله. (وهو الخيار الذي ما لم يعد متاحاً في الوقت الحالي).

ويتعرض أي برنامج دردشة آلي يُستخدم للأغراض العامة، وقادر على تقديم أي شيء بدءاً من وصفات الكعك إلى نصائح التدريب على الحياة، لخطر الشعور بأن وجوده غير ضروري داخل أي تطبيق اجتماعي أو تطبيق للمراسلة.

وفي أسوأ السيناريوهات، فإنه قد يشكل عائقاً، كما حدث عندما كنت أحاول البحث في تطبيق «فيسبوك» عن منشورات تتعلق بمطعم صيني توقف عن العمل منذ فترة طويلة، وبدلاً من ذلك، قدمت «Meta AI» ساعات العمل المفترضة للمطعم ورسوم التوصيل، والتي لم تكن مفيدة على الإطلاق نظراً لأن المطعم لم يعد موجوداً.

والأمر المهم هو أن شركة «ميتا» قد تتمتع بفرص أكبر من أي عملاق تكنولوجي آخر لتحسين منتجاتها من خلال الاستخدام المبتكر للذكاء الاصطناعي. وقد ظل مؤسس الشركة مارك زوكربيرغ يتحدث عن قوة الرسم البياني الاجتماعي، وهي البيانات التي لا تعد ولا تحصى التي تعكس كيفية ارتباط أعضاء خدمة مثل «فيسبوك» ببعضهم بعضاً، منذ أواخر عام 2007، وهو ما حدث بالضبط عندما قمت بالتسجيل للحصول على حساب في المنصة، فعلى الرغم من وجود معلومات عن استخدامي للخدمة منذ أكثر من 16 عاماً، فإنني نادراً ما أشعر أنها تفهمني جيداً، ولكن في حال تم تطبيق الذكاء الاصطناعي بشكل صحيح، فيمكنه تغيير ذلك بطرق ستؤدي إلى تحويل التجربة لتصبح بشكل أفضل.

اقتراحات غير مجدية

ولكن في الوقت الحالي، كل ما تقوم به خدمة «Meta AI» هو أنها تجعل الوقت الذي أقضيه في تطبيقات «ميتا» أقل خصوصية بما يتعلق بشؤوني الشخصية، ففي «فيسبوك»، تقترح عليّ بعض المواضيع، مثل «تعلم دروس الرقص عبر الإنترنت» (ولكني لا أرقص)، أو «إنشاء قائمة للنقل إلى منزل آخر» (ولكني لن أنقل إلى مكان آخر)، كما كان أحد اقتراحاتها القليلة التي أشارت إلى بعض المعرفة باهتماماتي هو «الحفلات الموسيقية المقبلة لسيرجيو مينديز»، ولكن تبين فيما بعد أن جميع الحفلات التي أدرجتها قد تم إلغاؤها.

ألا ينبغي لـ«فيسبوك» أن يقوم تلقائياً بوضع أوصاف نصية للصور وإتاحة إمكانية البث الصوتي؟ إذ إن هذا الأمر سيؤدي إلى تعزيز التجربة. وماذا لو كان بإمكان «واتساب» أو «ماسنجر» تلخيص المحادثات الجماعية عندما ننضم إليها بعد كتابة أعضاء المجموعة لكثير من النصوص؟ وأليس من الرائع أن يأتي «إنستغرام» بأفكار لمقاطع الفيديو بناءً على فهمه لما قمنا بنشره في الماضي؟

هذه الأسئلة كلها لم تكن نتاجاً لتفكيري الخاص... بل كانت نتاجاً لما توصلت إليه خدمة «Meta AI» استجابةً لسؤالي الذي كتبت فيه: «أعطيني بعض الأمثلة عن الطرق التي يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي من خلالها تحسين تطبيقات (ميتا)». ومع ذلك، فأنا أوافق على كل هذه الإجابات من الذكاء الاصطناعي، ولا أجد صعوبة في توليد المزيد من الأفكار بمفردي.

وأنا لا أزعم هنا أن تقديم الذكاء الاصطناعي الخدمات الأكثر تميزاً تمثل بالضرورة تقدماً. ففي سبتمبر (أيلول) الماضي، أعلنت شركة «ميتا» إطلاق كثير من روبوتات الدردشة التي تقوم بدور المشاهير، من سنوب دوغ إلى ناعومي أوساكا، التي بدت وكأنها عمل شركة لديها الكثير من الأموال التي ترغب في التخلص منها أكثر من كونها فكرة مفيدة يمكن تنفيذها.

إلا إن تطبيقها الحالي لخدمة «Meta AI» الجديدة تعد خطوة للأمام بعد هذه المرحلة السابقة. ونتيجة لقدرة الذكاء الاصطناعي على إبقاء المستخدمين ملتصقين بشاشاتهم، وتعريضهم لمزيد من الإعلانات، فمن المؤكد أن «ميتا» تعمل على بذل كثير من الجهود بما يتجاوز تلك التي نعرفها، وآمل أن يصل بعضها إلى جوالاتنا وأجهزتنا اللوحية وأجهزة الكومبيوتر المحمولة قريباً.

* مجلة «فاست كومباني» خدمات «تريبيون ميديا»

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق