معرض الكتاب يحتفي بمسار زكية داوود

هسبريس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كرّم المعرض الدولي للنشر والكتاب، الأربعاء، في دورته الـ29 الكاتبة المغربية من أصل فرنسي زكية داوود، بعد مسار أسّست فيه المجلة المؤثرة بشكل كبير في المشهد الثقافي المغربي “لام ألف” التي منعتها وزارة الداخلية إبان سنوات الرصاص. كما كتبت مؤلفات عديدة عن شخصيات مغربية بارزة؛ من بينها محمد بن عبد الكريم الخطابي، والمهدي بن بركة، وعبد الله إبراهيم.

وقالت زكية داوود، واسمها الحقيقي جاكلين ديفيد، إن الصحافة مبدئيا “شهادة”، وكانت “لام ألف” مقاومة عن طريق الشهادة على ما يجري، ومصرة على التوعية بما يحدث، عبر الأبحاث خاصة، في “فترة كانت غنية”.

وتابعت الكاتبة المغربية من أصل فرنسي: “لا أمارس اليوم الصحافة، بل أتابع عن بعد، وأتابع الصحافة المغربية والعالمية وهي في موبوءة بالمال والهيمنة، ولم يكن هذا في تلك الفترة، ولا يمكن أن تتكرّر مثل تلك التجارب المغربية اليوم”.

وحول كتبها الروائية التاريخية، قالت زكية داوود: “لا يوجد فيها خيال كبير، ولا أقوم بالتخييل للتخييل، بل لأنه لا طريقة أخرى لي لملء فراغات الذاكرة روائيا”.

وفي تفاعل مع سؤال للجمهور عن وضع المرأة وتطوراته بالمغرب، أوردت المحتفى بها: “تعمل النسويات اليوم لتغيير مدونة الأسرة، فمن غير المقبول أنه عند وفاة زوجي حصلت على ثمن تركته، وغير معقول أن ترث ابنتي نصف ما سيرثه ابني، وكذلك زواج القاصرات، والقضاة المحليون الذين يحكمون ضد القانون، مما يعني أن العمل مستمر لتشذيب القانون”.

من جهتها، تحدثت الناقدة كنزة الصفريوي عن دور تجربة “لام ألف” في مراكمة الفهم مغربيا؛ فقد تركت الكثير من أكثر الأدوات فعالية “لمعرفة وفهم ما حدث بالمغرب بكتابة دقيقة وممتعة”، وتساعد في “تقديم مفاتيح للفهم، وتفكيك الراهن، ومشاركة المعرفة مع الناس”؛ وهو ما عضّدته زكية داوود بكتابتها عن “سنوات لام ألف”.

وتابعت: “سرد زكية داوود مثير للاهتمام؛ وأعمالها الأكثر روائية تُغلّف الحدث بالسرد، وربما عبره تضيف للأحداث الدفء والألوان وتذهب بها إلى ما أبعد من مقال جاف”.

وفي وقت تستحضر فيه بمعرض الكتاب باحتفاء تجربة ناقدة للواقع السياسي والفكري المغربي في السبعينيات والثمانينيات، منعتها الرقابة في مغرب سنوات الرصاص، قالت الصفريوي: “يجب أن نعي ما فقدناه، واليوم يوجد الصحافي عمر الراضي في السجن لاتهامات مشينة (…) ويستمر منع صحافيين بسبب عملهم، وينبغي ألا ننتظر خمسين سنة لنحتفي بقوة عمل عمر، الذي يؤدي ثمنه اليوم، خاصة وأمامنا مثال نحتفي به الآن بشجاعة عمل صحافي (لام ألف) وعليه أن يذكرنا بأنه في اليومي هذه الحقوق مهددة، وعلينا التحرك لحمايتها”.

وحول وضع القراءة بالمغرب، شدّدت الناقدة على الحاجة إلى أن تسن “سلطاتنا السياسة سياسة قراءة حقيقية، مستعجلة (…) لتغيير وجه البلد”.

 

أما الناشرة كارين جوزيف، فتطرقت إلى جانب كتابة زكية داوود “الرواية التاريخية؛ بشخصيات مختلقَة مستلهمَة من شخصيات موجودة، مقدِّمة بورتريهات تاريخية حول لحظة ما بعد الاستقلال، العنيفة، المليئة بالتوترات، والصراع على السلطة؛ لإخبار القراء بما حدث، بشكل موثق جدا، مع جانب (تخييلي) روائيّ بالكاد”، مع “شجاعة” مرّرت بها “الكثير من الأمور في السرد، وتستمر في تمرير الكثير من الرسائل عبر كتابتها”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق