لسنوات، ظل شعار "التوازن بين العمل والحياة" من الأهداف التي يتطلع المهنيين لتحقيقها في حياتهم العملية اليومية، لكن رؤساء شركات كبرى يعتبرون أن هذا الأمر مجرد "كذبة".

وفي حين أن بعض الناس ينظرون إلى هذا الشعار على أنه نمط مهني مهم يجب التطلع لتحقيقه، فإن بعض الرؤساء التنفيذيين يكرهونه أو يصفونه بأنه "كذبة"، في حياة العمل الحقيقية.

وفيما يلي بعض أهم أفكار كبار المسؤولين التنفيذيين الذي كان لهم هجوم واضح على نظرية التوازن بين الحياة والعمل، وأرائهم في هذه الفكرة.

جيف بيزوس: "الحياة والعمل دائرة"

في عام 2018، قال مؤسس أمازون، جيف بيزوس، إن العمال يجب أن يهدفوا إلى تحقيق الانسجام بين العمل والحياة، وليس "التوازن".

كما وصف بيزوس مفهوم التوازن بين العمل والحياة بأنه "منهك" لأنه يشير إلى وجود مقايضة، وفق "بيزنس انسايدر".

وضمن هذه التصريحات، أكد بيزوس على رؤيته بهذا الشأن على أن الأمر ليس توازن، ولكنه دائرة، موضحا إنه إذا شعر بالسعادة في المنزل فإن ذلك ينشطه ويجعله أكثر إنتاجية في العمل، والعكس صحيح.

ساتيا نادالا: "إنسجام وليس توازن"

يعتقد الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت أيضًا أن "التوازن بين العمل والحياة" ليس هو الهدف، بدلاً من ذلك، يقول إنه يجب التركيز على "الانسجام" بين العمل والحياة.

وفي عام 2019، شارك نادالا هذه الأفكار مع مجلة Australia Financial Review، قائلًا إنه كان يعتقد أنه بحاجة إلى تحقيق التوازن بين الاسترخاء والعمل، لكنه غير نهجه منذ ذلك الحين، حيث قام بمواءمة "اهتماماته العميقة" مع عمله.

 رئيسة TIAA: "المفهوم برمته كذبة"

كان لـ "تاسوندا براون دوكت"، رئيسة شركة التأمين الأمريكية TIAA، رأي أكثر صرامة يتعلق بهذه النظرية، وهو أن شعار التوازن بين الحياة والعمل هو مجرد كذبة.

وأوضحت في تصريحات لـ آلان موراي الرئيس التنفيذي لشركة Fortune في عام 2023، أنها كانت تعاني من الشعور بالذنب من محاولتها تحقيق توازن مزعوم بين وظيفتها وكونها أم.

والآن، تقول براون دوكت إنها تنظر إلى حياتها على أنها محفظة أعمال، وأنها تستغرق وقتًا لأداء أدوار مختلفة مثل الأم والزوجة ومديرة الأعمال.

على الرغم من أنها قد لا تكون دائمًا حاضرة لأطفالها، إلا أنها تقول إنها تسعى جاهدة أن يكون حضورها أكثر فاعلية خلال الوقت الذي تستطيع أن تقضيه معهم.

آريانا هافينغتون:"ليس عليك الاختيار"

من وجهة نظر مؤسسة موقع "هافينغتون بوست" الإخباري الشهير، رائدة الاعمال آريانا هافينغتون، فإنه ليس علينا الاختيار بين الحياة والعمل.

في تصريحات لها لمنصة Great Place to Work ، تقول آريانا إنه لا ينبغي لنا أن ننظر إلى الإنتاجية والاسترخاء كقوتين متعارضتين، موضحة أنه عندما تتحسن منطقة واحدة من حياتك، فإن المنطقة الأخرى تتحسن أيضًا.

ووفقًا لبحث أجرته جامعة أكسفورد في عام 2019، فإن الموظفين السعداء هم أكثر إنتاجية بنسبة 13٪ مقارنة بأولئك غير السعداء.

وأخبرت هافينغتون موقع Great Place to Work أنه يجب على الموظفين التركيز بشكل أكبر على التكامل بين العمل والحياة.

ومع ذلك، تعتقد هافينغتون أن حياتك الشخصية يجب أن تأتي دائمًا في المقام الأول.

إيلون ماسك: عليك إلغاء الفكرة تماما

يُعرف إيلون ماسك بأنه مدمن عمل، ويتوقع أن يكون كذلك أيضًا أولئك الذين يعملون تحت قيادته.

في عام 2022، بعد أن استحوذ ماسك على ملكية منصة X، (تويتر سابقًا)، أرسل بريدًا إلكترونيًا إلى الموظفين يخبرهم إما بتكريس حياتهم للعمل أو مغادرة الشركة.

ويقال إن ماسك جعل موظفي X يعملون 84 ساعة في الأسبوع، في حين يعتقد بعض الناس أن العمل عن بعد قد أدى إلى تحسين التوازن بين العمل والحياة، إلا أن ماسك انتقد هذا الأسلوب في كثير من الأحيان ووصفه بأنه خاطئ من الناحية الأخلاقية.

سياسة العمل 996 لـ "جاك ما"

أعرب أحد أغنى الرجال في الصين، جاك ما، أحد مؤسسي شركة علي بابا، في عام 2019 عن دعمه لنظام العمل "996" المثير للجدل في العديد من أماكن العمل الصينية، والذي يشير إلى العمل من الساعة 9 صباحًا حتى 9 مساءً، ستة أيام في الأسبوع.

 وفي مواقف عدة، وصف جاك ما ثقافة "996" بأنها "نعمة كبيرة" للعمال الأصغر سنا.

في حين وصفت الحكومة الصينية الجدول الزمني المرهق للعمل 996 بأنه "غير قانوني" في عام 2021، على الرغم من أنه يظل ضمن تطلعات العديد من الشركات الصينية.