عيادات مستشفى الهرم

القاهرة 24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ندى

الخميس 16/مايو/2024 - 06:39 م 5/16/2024 6:39:52 PM

أذهب إلى مستشفى الهرم مجبرا لقربه الشديد من مسكنى، ولأنى أكون فى حالة لا تسمح لى بالتحرك كما اريد أكثر من هذه المسافة نظرا لأننى أتحامل على نفسى مهما كانت حالتى تفاديا لنظرات الشفقة من كل من أمر أمامه، وربما بعض الدعوات بالشفاء التى تصدر بعفوية شديدة فيكون تأثيرها السلبى أكثر من الإيجابى، وتجنبا كذلك لهواة البحث عن التفاصيل الذين يريدون تقريرا كاملا عن حالتك المرضية ولا مانع من الإشارة إلى اماكن أشعة وتحاليل بعينها هى بالنسبة لهم افضل مكان لإجراء هذه الأبحاث.
ولا مانع أيضا من تقديم بعض النصائح بأن هذا المعمل نتائجه دقيقة ومركز الاشعة يعد الأرخص سعرا بين المراكز ويعقب ذلك الدعوة إلى استخدام هذه المعامل ومراكز الأشعة فى المرة القادمة، لأنهم تعاملوا معها وكانت من وجهة نظرهم هى الأفضل. 
فى المقال السابق تناولنا الحديث عن طوارئ أو استقبال -كما يحلو للبعض أن يسميها- مستشفى الهرم، وقلنا إنها تحتاج إلى تدريب شباب الأطباء على استقبال المرضى نفسيا قبل تقديم الخدمة الطبية -إن وجدت- ولا داعى أبدا من التهوين من حالة المريض الذى لم يأتِ إلا بعد أن ضاقت به الدنيا، وأغلقت عليه السبل وأقعده المرض، واشتد عليه الألم، فجاء مضطرا يطلب الاستغاثة، فإذا به يسمع عبارة دارجة على أفواه أطباء الاستقبال بعد أن ينظر باستهتار أو قل باستهزاء إن شئت الدقة -مفيش حاجة أبدا- ثم يردف مؤكدا كلام - الحالة لا تستدعى الطوارئ وعليك التوجه إلى العيادات غدا- ولأن المريض غالبا يأتى ليلا فعليه أن يعانى طوال الليل من آلامه المبرحة انتظارا لطبيب العيادات الخارجية، وكأن المريض جاء للتنزه أو لمشاهدة المرضى وسماع تأوهاتهم وما أكثرها فى أقسام الاستقبال. 
كما دعونا فى المقال إلى مراجعة منظومة الاستقبال فى جميع المستشفيات بتأهيل أطبائها لتقديم خدمة لائقة، خاصة أن هذه المستشفيات ما زالت هى الملاذ الوحيد لمعظم المرضى رغم سلبياتها المتعددة.
نعود لقضية هذا المقال وهى العيادات الخارجية بمستشفى الهرم، لن أتحدث عن اسعار الكشف التى تضاعفت عدة مرات خلال الفترة الأخيرة، لأن الإجابة المنطقية ستكون نحن مضطرون لرفع الأسعار لكى لا تتوقف الخدمة، فأسعار جميع المستلزمات الطبية ارتفعت، ومع ذلك نحن نقدم الدعم على أقصى ما تتحمل الميزانية. 
عيادة المسالك البولية من أكبر العيادات التى تستقبل المرضى يوميا -بعد الباطنة- وهؤلاء المرضى لهم طبيعة خاصة لأن معظمهم من كبار السن واصحاب الأمراض المزمنة لذلك يحتاجون لمعاملة خاصة، لكن مستشفى الهرم له وجهة نظر مختلفة تماما، فتجد هؤلاء المرضى يقفون بالعشرات ساعات طوال على أقدامهم أمام عيادة المسالك انتظارا لقدوم الطبيب ثم انتظارا لدورهم بعد ذلك، والغريب انك لا تجد مقعدا واحدا يرحم ضعف هؤلاء المرضى يستريحون عليه ويخفف عنهم بعض الآلام، فى الوقت الذى نجد فيه عيادات التأمين الصحى -المجانية- بها مقاعد مريحة ومراوح وتنظيم رائع فى الدخول، فهل يعقل أن يقف مريض لمدة ٤ أو ٥ ساعات وهو - مركب قسطرة- أو يعانى من -سلس بول- أو أمراض مزمنة فى الكلى، خاصة أن هؤلاء المرضى يدفعون تذكرة وصلت قيمتها الآن إلى ١٠٠ جنيه.
وقد يقول البعض إن هذا الثمن زهيد، ولكن بالنسبة لهؤلاء المرضى يعتبر ثروة، ولا يقف الامر عند هذا الحد لأنه بالتأكيد سيطلب الطبيب المعالج أشعة وتحاليل قيمتها -للأسف- أكبر من نظيراتها خارج المستشفى.
والقضية الأخطر بل الجريمة الأكبر -إن شئت الدقة- التى تحدث فى مستشفى الهرم سنتحدث عنها فى المقال القادم.

SALAH_ALWAFD@YAH توOO.COM

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق