خلطبيطة

القاهرة 24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كلام فى الهوا

الخميس 16/مايو/2024 - 06:46 م 5/16/2024 6:46:56 PM

حكى لى رجل حكاية كان يعتقد أنها من حكايات العجب العُجاب، وهى عن غدر الأصدقاء، وبعدما حكى قُلت ما هذا؟! إن الذى قلته ليس فيه أى عجب ولا عُجاب، هذه حكاية مُكررة فى كل عصر، وقصصت عليه قصيدة قديمة لشاعر جاهلى أدرك الإسلام وأصبح من شعراء الإسلام وهو «معن بن أوس» إذ قال «فيا عجبا لمن ربيت طفلا. القمة بأطراف البنان. أعلمه الرماية كل يوم. فلما اشتد ساعده رمانى. وكم علمته نظم القوافى. فلما قال قافية هجانى» فما العجب يا أيها الرجل فى حكايتك، فالدنيا على هذا الحال من قديم الازل، فالرجال الذين يحفظون الجميل لا نجدهم إلا فى كتب الحكايات، فهم فى الغالب شخصيات خيالية لا توجد إلا فى خيال الكاتب، وللأسف الشديد تجد الوفاء فى الكلاب ظاهرا وفى الإنسان نادرا، فلا تحزن يا صديقى على غدر الأصدقاء، فالكل يُزاحم من أجل البقاء، ولكن الذى يحزن حقاً هو الذين لم يتعلموا منك الرماية والقافية وتجدهم فى مكانك وتجدهم محاطون بشلة المنتفعين، يقول عنهم المثل الشعبى «فى الوش مراية وفى القفا سلاية» إنه عالم «خلطبيطة» الهايف فيه هو العالم، والعبيط يتحكم فى العاقل، والخائن يدعى الوطنية «كله على كله»... «خلطبيطة».

لم نقصد أحد!!

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق