من أقدم النقاشات المثيرة للجدل دائماً بين الجنسين، من هو السائق الأفضل، النساء أم الرجال؟، والآن يبدو أن الفرنسيين لديهم الإجابة.

مؤخراً، انطلقت حملة جديدة للتوعية بأهمية السلامة على الطرق، لمناشد الرجال من مواطني فرنسا، لقيادة سياراتهم بأسلوب النساء لتقليل عدد الوفيات على الطريق.

والمبادرة، أطلقتها في فرنسا، منظمة تدعى "المواطنين والضحايا" - Victims and Citizens، وهي منظمة للتوعية بالسلامة، وتستخدم بها شعار يقول بالفرنسية "conduisez comme une femme" - و يعني "قُد مثل المرأة" .

وفي بيان لها نقلته "ديلي ميل"، قالت المنظمة المسئولة عن المبادرة، أن إن الصورة النمطية التي تعتبر النساء سائقات أقل كفاءة هي فكرة قديمة وخاطئة.

وتقول إحصائيات للحكومة الفرنسية، صيغت للكشف عن الفارق بمعدلات الأمن والسلامة أثناء القيادة بين الجنسين، أن قيادة الرجال للسيارات، مسئولة عما نسبته 84% من حوادث الطريق الخطيرة، و93% من حوادث الطريق الناتجة عن القيادة تحت تأثير الخمر.

ووفقاً للمنظمة المسئولة عن المبادرة، فإن النساء اللاتي يشكلن 46% فقط من السائقين في فرنسا، يُظهرن معدلات ضلوع أقل بكثير في الحوادث المميتة مقارنة بالرجال.

كما أن السائقات المسؤولات عن جزء صغير فقط من مخالفات القيادة أقل عرضة للتورط في حادث مميت بـ8 مرات مقارنة بالرجال في فرنسا، لاتباعهم لأسلوب قيادة وُصِف بالحرص.

وبحسب إحصائية لموقع "ستاتيستا"، في المتوسط، تعرض ما بين 7 إلى 10% من الفرنسيين أو كادوا أن يتعرضوا لحادث سيارة ناجم عن الإفراط في استهلاك الكحول بين عامي 2018 و2023.

وتم تحديد القيادة تحت تأثير الكحول أو المخدرات كأحد الأسباب الرئيسية للحوادث المميتة من قبل نسبة كبيرة من المارة بالطرق بين الفرنسيين.

وكانت قد لجأت الحكومة الفرنسية لإجراءات صارمة للحماية من حوادث الطريق بعد وصولها لذروتها في عام 1972، التي شهدت 18,000 حالة وفاة ناتجة عن حوادث قيادة في فرنسا.

كان من ضمن الإجراءات التي طبقتها الحكومة الفرنسية للحد من هذه الظاهرة، أنها طبقت تحسينات على التعليم وتكنولوجيا مراقبة الطرق، والإنفاذ السريع لقانون المخالفات، هذه الإجراءات أدت لتراجع النسبة السنوية لوفيات حوادث الطرق لحوالي 3000 حالة وفاة وفق "ديلي ميل".

ذلك قبل أن يعود هذا الرقم للصعود من جديد في السنوات الأخيرة، ووصوله لـ 3,200 حالة في عام 2023 الماضي مع احتمالات لتجاوز هذا الرقم في 2024.

 بعد أن وجد استطلاع أجرته شركة Vinci Autoroutes في 11 دولة أوروبية أن السائقين الفرنسيين اعترفوا بأنهم الأكثر عدوانية؛ حيث اعترف 67% منهم بأنهم يسبون سائقي السيارات الآخرين، و91% منهم يتجاوزون حدود السرعة بشكل متعمد ومنتظم.

وأشارت "فلورنس غيوم"، رئيسة الوكالة الحكومية للسلامة على الطرق بفرنسا، إلى أن الرجال يقيمون المخاطر بشكل مختلف عن النساء.

وأضافت في تصريحات نقلتها "ديلي ميل، "يحاول الرجال في كثير من الأحيان إظهار قوتهم من خلال قيادتهم".

وعزز هذه الثقافة، ما أشارت له الصحيفة من دعايات إعلانية يتم بثها عبر التليفزيون الفرنسي، منها إعلان إعلان تلفزيوني يظهر أب يقول لابنه: "ليس عليك أن تفعل ما يتوقع الناس من الرجل أن يفعله".

aXA6IDJhMDE6NGZmOmYwOjIyY2E6OjEg

جزيرة ام اند امز