رغم التطور والتكنولوجيا في عصرنا إلا أنه مازالت هناك مهن تعتمد على الصناعة اليدوية بالكامل.

وفي منطقة المنشية وسط محافظة الإسكندرية توجد أقدم ورشة لصناعة ماكينة عجين الفلافل يدويا من الجرانيت الأسواني.

ويقول هشام خميس، صاحب الـ61 عاما، وهو صاحب ورشة لصناعة ماكينات صنع عجينة الفلافل، إنه ورث المهنة من والده والذي افتتح الورشة في الخمسينات، مضيفا أن المهنة تعتمد على الخبرة في نحت حجر الجرانيت الأسواني بمعايير ومقاسات معينة لصناعة الماكينة.

وأوضح خميس لـ"الشروق"، أنه بالرغم من تعدد أنواع الجرانيت إلا أن أفضل أنواع هو الجرانيت الأسواني، مشيرا إلى أن الجرانيت صحي تماماً، مؤكدا أن مدة الحفر في حجر الجرانيت تستغرق من أسبوع إلى 10 أيام حسب حجم الحجر، فيما تستخدم المياه كميزان لتحديد مستوى الحفر.

وأضاف صاحب الورشة، أن أوزان حجر الجرانيت متفاوتة، فإن وزن الحجم الصغير 400 كيلو، والوسط 600 كيلو، ويصل في بعض الأحيان إلى 2 طن، ويستخدم "الكلارك" لتحريك الحجر، والأدوات المستخدمة في المهنة الشاكوش والأزميل والمياه والمهنة، موضحا أن كل الشغل يعتمد على اليد وقوة الملاحظة والصبر.

وقال خميس، إن هناك أنواع مختلفة من الجرانيت، مثل المشمشي والجندولا، ولكن أفضلها الأسواني، حيث يتميز بألوان مختلفة منها الأبيض والأسود، والأحمر في الأسود، مضيفا أن مراحل التصنيع تبدأ من استخراج الجرانيت من أسوان ثم نقله إلى الإسكندرية وتقطيعه داخل الورشة إلى أحجام مختلفة.

واستكمل خميس، "عقب تحديد حجم حجر الجرانيت ومسحه من الخارج، ثم نقش الحجر من الداخل وتفريغه باستخدام الشاكوش والأزميل، لكي يتناسب مع شكل وحجم ماكينة عجين الفلافل المطلوبة، مضيفا أن هناك العديد من المحاولات لنحت الجرانيت بالآلات الحديثة إلا أنها لم تنجح، وهذا يؤكد أن عملية النحت اليدوي هي الأفضل.

وتابع: "عقب الانتهاء من نحت حجر الجرانيت يتم وضعه داخل ماكينة عجين الفلافل، وهناك بعض أصحاب المحلات بتطلب تزيين الجرانيت من الخارج بوضع عملات فضية، قائلا: "إنه رغم قلة العمالة وقلة الصبر على تعلم المهنة إلا أن الإقبال لم يتغير على شراء الحجر الجرانيت، ولا يوجد محل فول وفلافل قديم أو جديد معندهوش ماكينة عجين الفلافل المصنوعة من الجرانيت الأسواني".

وأشار خميس، إلى أنه من المحتمل انقراض المهنة بعد أعوام لأن الشباب في الوقت الحالي لا يمتلك صفة الصبر في استحواذ المال أو الصبر على مشقة هذه المهنة، ونصح أصحاب مطاعم الفلافل بضرورة صيانة الماكينة كل عام وإعادة خشونة الحجر.