قبل أقل من 3 أشهر، كان منتخب ألمانيا على صفيح ساخن قبيل استضافته بطولة أمم أوروبا يورو 2024، المُقررة إقامتها خلال الفترة بين 14 يونيو/ حزيران و14 يوليو/ تموز القادمَين.

ومرّ منتخب ألمانيا بمرحلة إعداد كارثية للبطولة الأوروبية، حقق خلالها 3 انتصارات فقط في 11 مباراة بعد مونديال قطر 2022، وتم تغيير المدرب بعد هزيمة ساحقة 1-4 على أرض الفريق أمام اليابان، لتسود خيبة أمل عامة قبل مسابقة اليورو، التي يتعين على "المانشافت" فيها تقديم صورة تليق بمسؤولية البلد المضيف.

لكن كل ذلك تغيّر مع منشور على منصة "إنستغرام" للتواصل الاجتماعي، في 22 فبراير/ شباط الماضي، بعد شائعات كثيرة، حين أعلن توني كروس عودته إلى المنتخب الألماني بعد 3 سنوات من اعتزاله عقب بطولة أوروبا 2020، التي ودعها الفريق بخسارته في ثمن النهائي (0-2) أمام منتخب إنجلترا.

اقرأ المزيد

وبعد ذلك مباشرةً، وجّه المدرب يوليان ناغلسمان الدعوة إلى كروس، لخوض المباراتين الوديتين اللتين لعبتهما ألمانيا في مارس/ آذار، ضد فرنسا وهولندا.

وحقق منتخب ألمانيا انتصارين متتاليين على فرنسا وهولندا، أعاداه إلى دائرة المرشحين الثلاثة للفوز باللقب الأوروبي. وكل ذلك بقيادة لاعب وسط ريال مدريد في منتصف الميدان.

هل يعيد توني كروس الاستقرار إلى وسط منتخب ألمانيا في بطولة أوروبا؟

ويعدّ لاعب الوسط، الذي يعيش واحدًا من أفضل مواسمه مع ريال مدريد، مفتاحًا لإعادة الاستقرار إلى وسط ملعب الماكينات الألمانية حتى يستعيد المنتخب هيبته التي فقدها في البطولات الأخيرة؛ حيث خرج من دور المجموعات في آخر نسختين من كأس العالم، ودور الـ16 من بطولة أوروبا الماضية.

ولتحقيق ذلك، سيحتاج كروس إلى مساعدة رفاق قدامى من حقبته السابقة مع المنتخب مثل إيلكاي غوندوغان ومانويل نوير وتوماس مولر، وإلى مواهب شابة من الجيل الجديد للماكينات، مثل جمال موسيالا وألكسندر بافلوفيتش وفلوريان فيرتز.

ويُدرك كروس (34 عامًا) الضغط الذي سيواجهه. رغم أن عودته لاقت استقبالًا جيدًا، فإنها واجهت أيضًا بعض الرفض، كما اتضح من صافرات الاستهجان التي تلقاها من جمهوره السابق في ملعب "أليانز أرينا" في ميونخ، برسم نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، علمًا أن الملعب نفسه سيكون مسرحًا لاستضافة المباراة الافتتاحية ليورو 2020 بين منتخبَي ألمانيا وإسكتلندا.

ومع ذلك، فإن ناغلسمان كان واضحًا تمامًا فيما يتعلق بشخصية لاعب الوسط، حين قال: "إذا عانقت كروس، فستشعر أنك تعانق شخصًا من الفولاذ".

ويؤكد المدرب -الذي يعلم أنه سيتعين عليه استغلال لاعب الوسط لفترات محددة من المباراة- أن كروس يتمتع بلياقة بدنية كاملة، رغم عبء المباريات الذي تحمله خلال الموسم.

ولعب توني كروس 108 مباريات مع منتخب ألمانيا الأول، سجّل فيها 17 هدفًا. وجاءت ذروة مسيرة توني الدولية في بطولة كأس العالم 2014 في البرازيل؛ حيث أسهم بشكل واضح في تتويج الفريق الألماني بلقب المونديال.

ويريد منتخب ألمانيا أن يرفع لقبًا كبيرًا آخر، بعد 10 سنوات من الجفاف (28 عامًا منذ آخر فوز للفريق ببطولة أوروبا)، وحتمًا، لا يريد كروس أن يفوت هذه الفرصة.