«دنيا» تدخل التاريخ بأول ذهبية تايكوندو سعودية «آسيوية»

الشرق الأوسط 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

لماذا ترفض الأندية الكبرى «الممر الشرفي» مع «الغريم التقليدي»؟

مع قرب إسدال الستار على معظم الدوريات الكروية العالمية ومنها الدوري السعودي، كثر الحديث مؤخرا حول الممرات الشرفية للأندية البطلة عند حلولها ضيفة على أندية أخرى «بعد حسم اللقب»، وتساءل كثيرون عن أهميتها حاضرا وعلى الصعيد التاريخي وما إلى ذلك من نقاشات لا تنتهي عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ويواجه فريق النصر ضغطاً إعلامياً وجماهيرياً للقيام بممر شرفي لنادي الهلال المتوج بلقب الدوري السعودي للمحترفين لكرة القدم هذا الموسم، لكن النادي الأصفر لا يفكر على الإطلاق في القيام بذلك لاعتبارات المنافسة بين الطرفين وحساسية الموقف مع جماهيره.

ويعد الممر الشرفي من التقاليد الإنجليزية القديمة في كرة القدم، وانطلق عام 1955 لتكريم الأبطال عندما قرر مانشستر يونايتد الوقوف لتحية الأبطال تشيلسي حينها، بقرار من المدرب السير مات بوسبي الذي استنبط الفكرة من لعبة الرغبي التي كانت تطغى عليها التقاليد البريطانية التاريخية، ومنها الممرات الشرفية التي كانت تحدث بين الملوك والأمراء والمحاربين في العرف البريطاني القديم لتنتقل إلى الرياضة كرمز لتكريم الفرق الفائزة أو الأساطير المكرمين من الأندية.

وتقوم فكرة «الممر الشرفي» على أن يصطف لاعبو الفريق المقابل يمينا ويسارا على مدخل الملعب في صفين متوازيين، ليمر من بينهما لاعبو الفريق الذي حقق لقب الدوري لتحيته كفريق بطل، وفي بعض الحالات يتم تقديم ورود للاعبي الفريق كعرف بات سائداً في بريطانيا لأبطال الدوري والكأس، وعلى الرغم من ذلك فلا يوجد قانون يلزم الأندية بالوقوف لتحية الأبطال، فهو خيار متاح للفريق لإظهار التقدير للبطل.

وعلى الرغم من كونه عرفا بريطانيا قديما، فإن الفكرة لها معارضون كما لها مؤيدون، ويعتمد الأمر كثيراً على العداء والكراهية بين الفريقين، على سبيل المثال رفض نادي رينجرز الأسكوتلندي إقامة ممر شرفي للغريم التقليدي سيلتيك الموسم الماضي بسبب الكراهية والعداء بين الطرفين، حتى إن النادي أصدر بيانا يؤكد عدم إقامة الممر، حيث لم يشهد ديربي الأولد فيرم بين الطرفين حتى الآن أي ممر شرفي في التاريخ، بل شهد رفض ذلك كثيرا على الرغم من إقامة كثير من المواجهات بين الطرفين في وجود فريق حسم لقب الدوري.

وفي إنجلترا كان الممر الشرفي بين الأندية التاريخية الأربعة مانشستر يونايتد وليفربول وإيفرتون وآرسنال غير حاضر في الثمانينات أو التسعينات بسبب حدة التنافس ورفض كل الأطراف القيام بذلك، بل إن النقاش حوله كان شبه محظور بسبب قوة الرفض للممر الشرفي.

لاعبو فريق آرسنال لحظة القيام بممر شرفي لفريق مانشستر يونايتد قبل نحو 20 عاماً (غيتي)

وفي 2005 ظهر الممر الشرفي بعد غياب طويل بين أندية النخبة في إنجلترا، عندما قرر المدرب الأسطوري لمانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون إقامة ممر شرفي لبطل «البريميرليغ» الجديد تشيلسي، حيث أشارت «الديلي ميل» إلى أن سبب رغبة السير أليكس فيرغسون في إقامة الممر الشرفي هو الإشارة إلى آرسنال المنافس المباشر لمانشستر يونايتد في ذلك الوقت، حيث لم يقم أي طرف من الطرفين بعمل ممر شرفي للآخر، وقال السير أليكس فيرغسون بعد المباراة: «عندما وقفنا في ممر شرفي لتشيلسي البطل الجديد، لم تكن لدي أي نية للاستسلام أمام ثروة أبراموفيتش مالك تشيلسي، بل هو احترام للبطل».

وعاد تشيلسي في عام 2007 لرد الممر الشرفي لمانشستر يونايتد عندما وقف لاعبو تشيلسي لتحية الأبطال حينها مانشستر يونايتد بقرار كان يراه تشيلسي رد احترام لمانشستر يونايتد بعد الممر الذي تم عام 2005، يذكر أن العداوة بين الفريقين لم تكن كبيرة في ذلك الوقت ولا يمكن أن تقارن بعداوة مانشستر يونايتد مع ليفربول أو آرسنال.

وكان الممر الشرفي الأشهر في تاريخ كرة قدم إنجلترا هو الذي قام به آرسنال 2013 بالوقوف لتحية أبطال إنجلترا حينها مانشستر يونايتد بقيادة السير أليكس فيرغسون ولاعب آرسنال السابق الذي تقدم لاعبي مانشستر يونايتد فان بيرسي، في مشهد لا يمكن أن يمحى من ذاكرة الكرة الإنجليزية، وفي إعلان لنهاية حقبة تنافسية بين مانشستر يونايتد وآرسنال بقيادة السير أليكس فيرغسون وأرسين فينغر.

وقام ليفربول بعمل ممر شرفي عام 2015 للبطل تشيلسي أيضاً، وقام تشيلسي برد ذلك لنادي ليفربول عندما حصل على لقب البريميرليغ عام 2020، حيث وقف لاعبو تشيلسي لتحية لاعبي ليفربول.

وكان الممر الشرفي الأخير الذي أقيم من مانشستر سيتي للبطل ليفربول 2020 أحد أكثر الممرات الشرفية تقديراً في إنجلترا، نظراً للتنافس الشديد بين الفريقين تحت قيادة يورغن كلوب وبيب غوارديولا، إلا أن مانشستر سيتي لم يتردد في إظهار الاحترام للبطل ليفربول بتحيته بممر شرفي حينها.

وفي إسبانيا كان الممر الشرفي حاضراً منذ 1988 حينما وقف لاعبو فريق برشلونة الإسباني على جنبات ملعب الكامب نو، لتحية لاعبي فريق ريال مدريد الذين حسموا لقب الدوري الإسباني قبل نهايته بعدة جولات، وفي عام 1991 كان الرد من لاعبي ريال مدريد لصالح فريق برشلونة بعدما وقفوا لهم بممر شرفي بعد حسم لقب الدوري.

وتاريخ الممر الشرفي في إسبانيا مر بحالات بين الرفض والقبول، وفي أحيان كثيرة يُقام من أجل الانتصار للروح الرياضية رغم كراهية القيام به، كما تشير تصريحات بعض المدربين واللاعبين، فالفيردي مدرب فريق برشلونة قال في موسم 2017 إن الممر الشرفي فقد جوهره، وذلك بعدما رفض النادي الكاتالوني إقامة ممر شرفي للاعبي فريق ريال مدريد عقب تحقيق الأخير لقب بطولة كأس العالم للأندية، بحجة أن البطولة لم يوجد بها فريق برشلونة.

وفي الموسم ذاته، تخلى ريال مدريد عن العرف السائد ورفض إقامة ممر شرفي لفريق برشلونة بطل ذلك الموسم، حيث علل مدربه الفرنسي زيدان بأن برشلونة هو من كسر هذا العُرف بتجاهل تحقيق ريال مدريد لقب بطولة كأس العالم.

وكان آخر ممر شرفي بين عملاقي الكرة الإسبانية في عام 2008، حينما توج ريال مدريد بلقب الدوري وخسر حينها برشلونة الذي أقام ممراً شرفياً لريال مدريد تلك المباراة برباعية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق